responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 371

كالذَّوائِبِ فِي نَوَاحِي الرَّأْسِ، أَو القَلِيلُ من الشَّعرِ في وَسَطِ الرَّأْسِ خاصَّةً، كالقُنْزُعَةِ ، بإِظْهَارِ النُّونِ‌ و يُذْكَر في «ق ن ز ع» ، لاخْتِلافِهِم في نُونِه، و هُنَا ذَكَره الجَوْهَرِيُّ و غيرُه من أَئِمَّةِ التَّصْرِيفِ، و حَكَمُوا على زِيَادَةِ نُونِه.

و قولُهم: قُلِّدْتُمْ قَلائِدَ قَوْزَعٍ كجَوْهَرٍ، أَو لأُقلِّدَنَّكَ يا هََذا قَلائِدَ قَوْزَعٍ ، أَي‌ طُوِّقْتُم أَطْوَاقاً لا تُفَارِقُكُم أَبدًا ، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ على ما فِي العُبَابِ، و أَنْشَدَ:

قلائدَ قَوْزَعٍ جَرَّتْ‌ [1] عَلَيْكُم # مَواسِمَ مِثْلَ أَطْوَاقِ الحَمَامِ‌

و قال مَرَّةً: «قلائدَ بَوْزَعٍ» ثم رَجَع إِلى القافِ، و في اللِّسَان: قالَ الكُمَيْتُ بنُ مَعْرُوفٍ، و قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: هو للكُمَيْتِ‌ [2] بنِ ثَعْلَبَةَ الفَقْعَسِيِّ:

أَبَتْ أُمُّ دِينَارٍ فأَصْبَح فَرْجُهَا # حَصَاناً، و قُلِّدْتُمْ قَلائِدَ قَوْزَعَا

خُذُوا العَقْلَ إِنْ أَعْطَاكُمُ العَقْلَ قَوْمُكُمْ # و كُونُوا كمَنْ سَنَّ الهَوَانَ فأَرْبَعَا

و لا تُكْثِرُوا فِيه الضِّجَاجَ فإِنَّه # مَحَا السَّيْفُ ما قَالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا [3]

فَمَهْمَا تَشَأْ منه فَزَارَةُ تُعْطِكْم # و مَهْمَا تَشَأْ منه فَزَارَةُ تَمْنَعَا

و قالَ أَبو تُرابٍ‌ [4] -حِكايةً عن العَرَبِ-: أَقْزَعَ لهُ فِي المَنْطِقِ‌ ، و أَقْذَعَ، و أَزْهَفَ‌ [5] : إِذا تَعَدَّى في القَوْلِ. و التَّقْزِيعُ : الحُضْرُ الشَّدِيدُ ، و قال الأَصْمَعِيُّ: قَزَعَ الفَرَسُ يَعْدُو، و مَزَعَ يَعْدُو، إِذا أَحْضَرَ. انْتَهَى. و كأَنَّه شُدِّدَ للمُبَالَغةِ.

و من المجَازِ: التَّقْزِيعُ : تَجْرِيدُ الشَّخْصِ لأَمْرٍ مُعَيَّنٍ‌ ، و كذا: إِرْسَالُ الرَّسُولِ‌ ، شَبَّهُوه بقَزَعِ السَّحَابِ، أَرادَ أنَّه يَسْعَى بخَبَرِه مُسْرِعاً إِسْراعَ البَرِيدِ. و من المَجَازِ: المُقَزَّعُ ، كمُعَظَّمٍ: السَّرِيعُ الخَفِيفُ‌ من الأَفْراسِ و الرُّسُلِ، قالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ-رضِيَ اللََّه عنه-:

أَآثَرْتَ هِدْماً بَالِياً و سَوِيَّةً # و جِئْتَ به تَعْدُو بَشِيراً مُقَزَّعَا

و يُرْوَى: «بَرِيداً» و البَشِيرُ المُقَزَّع : الَّذِي جُرِّدَ للبِشَارَةِ و من كُلِّ شيْ‌ءٍ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ صائدًا:

مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمَارِ لَيْسَ لَهُ # إِلاّ الضِّراءَ و إِلاَّ صَيْدَها نَشَبُ‌

و المُقَزَّعُ مِنَ الخَيْلِ: ما تُنْتَف ناصِيَتُه حتَّى تَرِقَ‌ ، قالَ الشاعِر:

نَزائعَ للصَّرِيحِ و أَعْوَجِيٍّ # من الجُرْدِ المُقَزَّعَةِ العِجَالِ‌

و قِيلَ: هو الخَفِيفُ‌ ، كما فِي العُبَابِ، و في اللِّسَانِ:

الرَّقِيقُ‌ الناصِيَةِ خِلْقَةً ، و قِيلَ: هُوَ المَهْلُوبُ الَّذِي جُزَّ عُرْفُه و نَاصِيَتُه.

و المُقَزَّعُ أَيْضاً: مَنْ لَيْسَ على رَأْسِه إِلاّ شَعَرَاتٌ مُتَفَرِّقاتٌ تَطَايَرُ فِي الرِّيحِ‌ قالَهُ اللِّيثُ: و أَنْشَدَ قولَ ذِي الرُّمَّةِ السّابِقَ، و قالَ لَبِيدٌ-رضِيَ اللََّه عَنْه-:

أَنا لَبِيدٌ ثُمَّ هََذِي المِنْزَعَهْ‌ [6] # يا رُبَّ هَيْجَا هِيَ خَيْرٌ مِن دَعَهْ

أَكُلَّ يَوْمٍ‌ [7] هامَتِي مَقَزَّعَهْ‌

و قالَ الجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ مُقَزَّعٌ : رَقِيقُ شَعرِ الرَّأْسِ، مُتَفَرِّقُه.

قالَ: و تَقَزَّعَ الفَرَسُ‌ ، أَي‌ تَهَيَّأَ للرَّكْضِ، و قَزَّعَه تَقْزِيعاً :

هَيَّأَه لِذََلِكَ. قالَ: و قَزَّعَ رَأْسَهُ‌ تَقْزِيعاً : حَلَقَه. و فِي الصّحاحِ: حَلَقَ شَعرَه‌ و بَقِيَتْ منه بَقَايَا فِي نَوَاحِيهِ‌ ، و هو مَجازٌ، و قد نُهِيَ عن ذََلِكَ؛ لِما فيه من تَشْوِيهِ الخِلْقَةِ، أَو لاِنَّه زِيُّ الشَّيْطَانِ، أَو شِعارُ اليَهُودِ، أَو غيرُ ذََلِكَ ممّا هو مَبْسُوطٌ فِي شُرُوحِ الصَّحِيحَيْنِ.


[1] عن التكملة و بالأصل «حبرت عليكم» .

[2] عن اللسان و بالأصل «الكميت» .

[3] البيت في الشعر و الشعراء ص 237 و نسبه للكميت بن معروف قاله في ابن دارة، مسلم بن مسافع، و داره أمه.

[4] في التهذيب: و قال إسحاق بن الفرج.

[5] عن التهذيب، و بالأصل «و أزحف» .

[6] المنزعة: القوس.

[7] في ديوانه ص 92 في كل يومٍ.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست