responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 3

الجزء الحادي عشر

بَابُ العَيْن‌

في اللِّسَان: هذا الحَرْفُ قَدَّمَهُ جَماعَةٌ من اللُّغَوِيّين في كُتُبِهِم، و ابْتَدَأُوا به في مُصَنَّفاتِهِم. حَكَى الأَزْهَرِيُّ عَن اللَّيْثِ: لَمَّا أَرادَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ الابْتِدَاءَ في كِتَابِ العَيْنِ أَعْمَلَ فِكْرَهُ فِيه: فَلَمْ يُمْكِنْه أَنْ يَبْتَدِئَ مِنْ أَوَّلِ:

ا ب ت ث، لِأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ مُعْتَلٌّ، فلمّا فاتَهُ أَوّلُ الحُرُوفِ كَرِه أَنْ يَجْعَلَ الثّانيَ أَولاً، و هو البَاءُ إلاّ بِحُجَّةٍ، و بَعْدَ اسْتِقْصَاءٍ، نَظَرَ [1] إِلَى الحُرُوفِ كُلِّهَا و ذَاقَها، فوَجَدَ مَخْرَجَ الكَلامِ كُلِّه من الحَلْقٍ، فَصَيَّرَ أَوْلاَهَا بالابْتِداءِ به أَدْخَلَهَا في الحَلْقِ، و كَانَ إِذا أَرادَ أَنْ يَذُوقَ الحَرْفَ فَتَحَ فاهُ بأَلِفٍ، ثُمَّ أَظْهَرَ الحَرْفَ، نَحْو اب، اتْ، احْ، اعْ فوَجَدَ العَيْنَ أَقْصَاهَا في الحَلْقِ، و أَدْخَلَهَا، فجَعَلَ أَوَّلَ الكِتَابِ العَيْنَ، ثُمَّ ما قَرُبَ مَخْرَجُهُ مِنْهَا بَعْدَ العَيْنِ الأَرْفَعَ فالأَرْفَعَ، حَتّى أَتَى عَلَى آخِرِ الحُرُوفِ. و أَقْصَى الحُرُوفِ كُلِّهَا العَيْنُ، و أَرْفَعُ مِنْهَا الحاءُ، و لَوْلاَ بُحَّةٌ في الحاءِ لأَشْبَهَتِ العَيْنَ، لِقُرْب مَخْرج الحاءِ من العَيْنِ، ثُمّ الهاءُ، و لو لا هَتَّةٌ في الهاءِ -و قال مَرَّةً: هَهَّةٌ في الهاءِ-لأَشْبَهَتِ الحاءِ لقُرْب مَخرَج الهاءِ من الحاءِ، فهََذِه الثّلاثَةُ في حَيِّزٍ وَاحِدٍ. فاعْلَمْ ذََلِكَ‌ [2] .

و قالَ شَيْخُنَا: أُبْدِلَتِ العَيْنُ من الحاءِ، قالوا: صُبْعٌ في صبح، و مِن الغَيْنِ قالُوا: العُلامُ لُغَةٌ في الغُلامِ، و هََذا قَلَّ مَنْ ذَكَرَهُ، و مِنَ الهَمْزَةِ قالُوا: عَنْ في أَنْ. و عَلَى الأوَّلِ و الثّالِثِ اقْتَصَرَ ابنُ أُمِّ قاسِمٍ، و مُحَشُّوهُ، و أَكْثَرُوا من أَمْثِلَةِ إِبْدَالِهَا عَنِ الهَمْزَةِ، و ذَكَرُوا من أَمْثِلَةِ إِبْدالِها من الحاءِ قولهم: عَتَّى في حَتَّى. قُلْتُ: و قال الخَلِيلُ: العَيْنُ و الحاءُ لا يَأْتَلِفَانِ في كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ أَصْلِيَّةِ الحُرُوفِ، لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِما، إِلاّ أَنْ يُؤَلَّف فِعْلٌ من جَمْعٍ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ، مِثْل: حَيّ عَلَى، فَيُقَالُ مِنْهُ حَيْعَلَ، و اللََّه أَعْلَم.

فصل الهمزة

مع العين

أثع [أثع‌]:

ذُو أُثَيْعٍ ، كزُبَيْرٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِي و صاحِبُ اللِّسان. و قال الصّاغانِيُّ: هو شاعِرٌ من هَمْدانَ‌ كما في اللُّبابِ.

و زَيْدُ بنُ أُثَيْعِ ، أَو يُثَيْع‌ بقَلْبِ الهَمْزَةِ ياءً، و سِيَاقُه يَقْتَضِي أَنَّهما كزُبَيْرٍ، و ضبَطَهُ الحَافِظُ كأَمِيرٍ، و هُوَ تَابِعِيّ‌ رَوَى عَنْ عَلِيٍ‌ رَضِيَ اللّه تَعالَى عَنْهُ. قُلْتُ: و عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدَّيقِ رَضِيَ اللََّه تَعالَى عََنْهُ أَيْضاً، ذَكَرَهُ ابنُ حِبّانَ في كِتَابِ الثِّقَاتِ، و كُنْيَتُه أَبُو إِسْحَاقَ، كَذا في حاشِيةِ الإِكْمَال.

أزع [أزع‌]:

أُزَيْعٌ ، كزُبَيْرٍ، أَهْمَلَهُ الجَمَاعَةُ، و هو مِنَ الأَعْلامِ، أَصْلُه وُزَيْعٌ. قُلْتُ: فيَنْبَغِي ذِكْرُهُ هُنَاكَ، كما فَعَلَهُ، الصّاغَانِيّ و غَيْرُهُ من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، و سَيَأْتِي ذََلِكَ لِلْمُصَنِّفِ أَيْضاً في «وزع» . *و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه‌ [3] :

وشع [أشع‌]:

أَيْشُوعُ ، بالفَتْحِ، قالَ اللَّيْثُ في تَرْكِيب «و ش ع» : هُوَ اسْمُ عِيسَى عَلَيْهِ و عَلَى نَبِيِّنا أَفْضَلُ الصَّلاةِ و السَّلامِ، و سَيَأْتِي ذِكْرُه في «و ش ع» بالعِبْرَانِيّة، كما سَيَأْتِي هُناكَ إِنْ شَاءَ اللّه تَعالَى.


[1] في اللسان «أول باب العين» : تَدَبّر و نظر.

[2] زيد في اللسان نقلاً عن الأزهري قال: العين و القاف لا تدخلان على بناء إلاّ حسنتاه، لأنهما أطلق الحروف، أما العين فأنصع الحروف جرسا و ألذها سماعا.

[3] وردت هنا بالأصل «مادة: أفع» فأخرناها الى موضعها بعد مادة «أع» .

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 3
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست