responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 299

و وَجْهُ الدُّعَاءِ لها بَعِيدٌ عِنْدِي؛ لأَنَّهَا أَغْضَبَتْه و أَحْرَجَتْه بتَفَرُّقِها و أَتْعَبَتْه، فدَعا عَلَيْهَا. و في قَوْلِه أَيْضاً: «سَلِّطْ عليها» إِشْعَارٌ بالدُّعاءِ عليها؛ لأَنَّ مَنْ طَلَبَ السَّلامَةَ بشَيْ‌ءٍ لا يَدْعُو بالتَّسْلِيطِ عليهِ، و ليس هََذَا من جِنْسِ قوله: اللَّهُمَّ ضَبُعاً و ذِئْباً، فإِنّ ذََلِكَ يُؤْذِنُ بالسّلامَةِ، لاشْتِغَالِ أَحَدِهِمَا بالآخَرِ، و أَمّا هََذا فإِنَّ الضَّبُعَ و الذِّئْبَ مُسَلَّطَانِ على الغَنَمِ. و اللََّه أَعْلَمُ.

ضتع [ضتع‌]:

الضَّوْتَعُ ، كجَوْهَرِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، و قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: دُوَيْبَةٌ ، زَعَمُوا، قال: و قالَ آخَرُونَ: أَو طائِرٌ، كالضَّتْع ، بالفَتْحِ‌ ، قلتُ: و قد سَبَقَ للمُصَنِّفِ في «ص ن ع» هََذا بعَيْنِه: الصَّنْع و الصَّوْنَع: دُوَيْبَةٌ أَو طَائِر، فأَحَدُهما تَصْحِيفٌ عن الآخَرِ.

قال ابنُ دُرَيْدٍ: و أَحْسَبُ أَنَّ الضَّوْتَعَ في بَعْضِ اللُّغَاتِ:

الرَّجُلُ الأَحْمَق، أَو الصَّوابُ فيه الضَّوْكَعَةُ ، بالكافِ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: نَقَلَه قَوْمٌ، و هُوَ أَقْرَبُ إِلى الصَّوابِ.

ضجع [ضجع‌]:

الضَّجْعُ : غَاسُولٌ للثِّيابِ‌ ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: هو صَمْغُ نَبْتٍ، أَو نَبْتٌ تُغْسَلُ به الثِّيَابُ، لغةٌ يَمَانِيَةٌ، الوَاحِدَةُ بهاءٍ. و قال أَبو حَنِيفَةَ: الضَّجْعُ : نَبَاتٌ كالضَّغابِيسِ‌ ، في خِلْقَةِ الهِلْيَوْنِ‌ إِلاّ أَنّه أَغْلَظُ كَثِيراً مُرَبَّعُ القُضْبَانِ‌ ، و فيه حُمُوضَةٌ و مَرَارَةٌ، يُؤْخَذُ، فيُشْدَخُ، و يُعْصَرُ ماؤُه في اللَّبَنِ الرّائبِ فيَطِيبُ‌ و يُحْدِثُ فيه لَذْعَ اللِّسَانِ قَلِيلاً [1] ، و يُجْعَلُ وَرَقُه في اللَّبَنِ الحَازِرِ، كما يُفْعَلُ بِوَرَقِ الخَرْدَلِ، جَيِّدٌ للبَاءَةِ ، قال: و أَنْشَدَ بعضُ الأَعْرَابِ لشَاعرٍ من أَهْلِ القَرَارِ يَعِيبُ أَهلَ البَدْوِ:

و لا تَأْكُلِ الخَرْشَانَ خَوْدٌ كَرِيمَةٌ # و لا الضَّجْعَ إِلاّ مَنْ أَضَرَّ بهِ الهَزْلُ‌ [2]

و ضِجَعٌ ، كعِنَبٍ: ع‌ ، قالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ-و قِيلَ:

عُكّاشَةُ بنُ أَبِي مَسْعَدَةَ [3] -:

فالضارِبِ الأَيْسَرِ من حَيْثُ ضَلَعْ # بها المَسِيْلُ ذاتَ كَهْفٍ فضِجَعْ

و ضَجَعَ ، كمَنَعَ، ضَجْعاً ، و ضُجُوعاً بالضَّمِّ: وَضَعَ جَنْبَه بالأَرْضِ‌ ، كما في الصّحاح، قال: فهو ضَاجِعٌ ، و قَلَّما يُسْتَعْمَلُ، كَانْضَجَعَ ، و منه 17- حَدِيثُ عُمَر : «جَمَع كُومَةً من رَمْلٍ، فانْضَجَعَ عَلَيْهَا» . و هو مُطَاوِعُ أَضْجَعَهُ فانْضَجَعَ ، نحو أَزْعَجْتُه فانْزَعَجَ، و 16- في حَدِيثِ لُقْمَانَ بنِ عادٍ : «إِذا انْضَجَعْتُ لا أَجْلَنْظِي» .

و اضْطَجَعَ اضْطِجَاعاً ، فهو مُضْطَجِعٌ : نامَ، و قِيلَ:

اسْتَلْقَى و وَضَعَ جَنْبَه الأَرْضِ. قال اللَّيْثُ: كانَتْ هََذِه الطّاءُ تاءً في الأَصْلِ، و لََكِنَّه قَبُحَ عندَهُم أَنْ يَقُولوا: اضْتَجَع، فأَبْدَلُوا التّاءَ طاءً. و له نَظَائرُ مَذْكُورَةٌ في مَحَلِّهَا.

و قال الجَوْهَرِيُّ: و في افْتَعَلَ من ضَجَعَ لُغَتَانِ: من العَرَبِ مَنْ يَقْلِبُ التاءَ طاءً، ثُمّ يُظْهِر فيَقُول: اضْطَجَع ، و منهم مَنْ يُدْغِم، فيَقُول‌ اضَّجَعَ ، فيُظْهِرُ الأَصْلِيَّ. قلتُ:

أَدْغَم الضّادَ في التّاءِ فجَعَلَها ضاداً شَدِيدَةً على لُغَةِ مَن قالَ: مُصَّبِرٌ في مُصْطَبِرٍ، ثمّ قالَ: و لا يُقَالُ: اطَّجَعَ، لأَنَّهُم لا يُدْغِمُونَ الضادَ في الطّاءِ.

و قال المازنِيُّ: إِنَّ بعضَ العَرَبِ يَكْرَهُ الجَمْعَ بينَ حَرفَيْنِ مُطْبَقَيْنِ، فيقُولُ: الْطَجَعَ‌ ، و يُبْدِلُ مكانَ الضّادِ أَقرَبَ الحُرُوفِ إِليها، و هي الّلامِ. زادَ في اللِّسَانِ: و هو شاذُّ، و قالَ الأَزْهَرِيُّ: و رُبَّمَا أَبْدَلُوا الَّلامَ ضاداً، كما أَبْدَلُوا الضّادَ لاَماً، قال بَعْضُهُم: الْطِرَادٌ و اضْطِرَادٌ، لطِرَادِ الخَيْلِ و أَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ قولَ الراجِز:

يا رُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ # تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِليه و اجْتَمَعْ

لَمَّا رَأَى أَنْ لا دَعَهْ و لا شِبَعْ # مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقَفٍ فالْطَجَعْ‌ [4]

و المَضْجَع ، كمَقْعَدٍ: مَوْضِعُه‌ و الجَمْعُ: المَضَاجِعُ ، قال اللََّه تَعَالَى: تَتَجََافى‌ََ جُنُوبُهُمْ عَنِ اَلْمَضََاجِعِ [5] قِيلَ:

لصَلاةِ العِشَاءِ الأَخِيرَة، و قيل: للتَّهَجُّدِ، و قِيلَ: لصَلاةِ الفَجْرِ، و هََذِه التفاسِيرُ عن ابْنِ عَبّاسٍ-رَضِيَ اللََّه عنهما-


[1] في النبات لأبي حنيفة برقم 339: «لذع للسان قليلاً و يمرؤ» و لم يرد فيه باقي العبارة و هي مثبتة في التكملة عنه.

[2] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الخرشان كذا في اللسان، و بهامشه: لعله الحرشاء لنبت أو خردل البر، و في التكملة، الخوشان و قال: هو نبت كالسرمق» و زيد فيها: إلا أنه ألطف ورقاً و فيه حموضة، و الناس يأكلونه.

[3] عن التكملة و بالأصل «سعدة» .

[4] في التهذيب: فاضَجَعْ.

[5] سورة السجدة الآية 16.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست