responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 257

و الشَّيْعُ : وَلَدُ الأَسَدِ ، كما في بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ، و زادَ صاحِبُ اللِّسَانِ: إِذا أَدْرَك أَنْ يَفْرِسَ، و في بعْضِهَا:

الأَسَدُ، و الأَوّلُ قولُ اللَّيْثِ و ابنِ دُرَيْدٍ.

و آتِيكَ غَداً أَو شَيْعَهُ ، أَي بَعْدَه‌ كما في الصّحاحِ، و زادَ في اللِّسَانِ: و قِيلَ: اليَوْمَ الَّذِي يَتْبَعُه، قال عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ:

قال الخَلِيطُ غَداً تَصَدُّعُنا # أَوْ شَيْعَه ، أَفَلا تُشَيِّعُنا

و في الصّحاحِ: «أَفَلا تُوَدِّعُنا» .

و شَيْعُ اللَّهِ: اسمٌ، كتَيْمِ اللَّهِ‌ و هو شَيْعُ اللَّهِ بن أَسَدِ بنِ وَبْرَةَ، نَقَلَه الحافِظ.

و شَيْعَانُ: ع، باليَمَنِ‌ من مِخْلاف سِنْحَانَ‌ [1] .

و شِيعَةُ الرَّجُلِ، بالكَسْرِ: أَتْبَاعُهُ و أَنْصَارُهُ‌ ، و كُلُّ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا على أَمْرٍ فَهُمْ شِيعَةٌ ، و قالَ الأَزْهَرِيُّ: مَعْنَى الشِّيعَةِ : الَّذِينَ يَتْبَعُ بَعْضُهُم بَعْضاً و ليس كُلُّهُم مُتَّفِقِينَ. و 16- في الحَدِيثِ : «القَدَرِيَّةُ شِيعَةُ الدَّجَّالِ» . أَي أَوْلِيَاؤُه. و أَصْلُ الشِّيعَةِ : الفِرْقَةُ من النّاسِ‌ على حِدَةٍ و كُلُّ مَنْ عاوَنَ إِنْساناً، و تَحَزَّبَ لَهُ، فهو له شِيعَةٌ ، قالَ الكُمَيْتُ:

و ما لِيَ إِلاّ آلَ أَحْمَدَ شِيعَةٌ # و مَالِيَ إِلاَّ مَشْعَبَ الحَقِّ مَشْعَبُ‌

و يَقعُ على الواحِدِ، و الاثْنينِ، و الجَمْعِ، و المُذَكَّرِ، و المُؤَنَّثِ‌ بلَفْظٍ وَاحِدٍ، و مَعْنًى وَاحِدٍ، و قد غلَبَ هََذَا الاسمُ عَلَى كُلِّ مَنْ يَتَوَلَّى عَلِيًّا و أَهْلَ بَيْتِه‌ ، رضِيَ اللََّه عَنْهُم أَجْمَعِينَ، حَتَّى صارَ اسْماً لَهُمْ خاصًّا فإِذا قِيلَ: فلانٌ من الشِّيعَةِ عُرِفَ أَنَّه منهم، و في مَذْهَب الشِّيعَةِ كذا، أَي عندَهُم، أَصْلُ ذََلِكَ من المُشَايَعَةِ ، و هي المُطَاوَعَةُ و المُتَابَعَة. و قِيلَ: عَينُ الشِّيعَةِ وَاوٌ، من شَوَّع قَوْمَهُ، إِذا جَمَعَهُم، و قد تَقَدَّمَت الإِشَارَةُ إِليه قريباً، و قال الأَزْهَرِيُّ:

الشيعَة : قومٌ يَهْوَوْن هَوَى عِتْرَةِ النَّبِيِّ صلّى اللََّه عليه و سلّم، و يُوَالُونَهُم. قال الحافِظُ: و هم أُمَّةٌ لا يُحْصَوْنَ، مُبْتَدِعَةٌ، و غُلاتُهم الإِمامِيَّةُ المُنْتَظرِيَّةُ، يَسُبُّونَ الشّيْخَينِ، و غُلاةُ غُلاتِهِم ضُلاّل يُكَفِّرُونَ الشَّيْخَيْنِ. و مِنهم مَنْ يرتقِي إِلى الزَّنْدَقَةِ، أَعاذَنا اللََّه منها. ج: أَشْياعٌ ، و شِيَعٌ ، كعِنَبٍ‌ قالَ اللََّه تَعَالَى: كَمََا فُعِلَ بِأَشْيََاعِهِمْ [2] و قولُه تَعالَى: وَ لَقَدْ أَهْلَكْنََا أَشْيََاعَكُمْ [3]

قِيلَ؛ المُرَادُ بالأَشْيَاع أَمْثَالُهم من الأُمَمِ الماضِيَةِ، و من كان مَذْهَبُه مَذْهَبَهُم، قال ذُو الرُّمَّةِ:

أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْيَاعِهِم خَبَراً # أَمْ رَاجَعَ القَلْبَ من أَطْرَابِه طَرَبُ‌

و قالَ تَعالَى: إِنَّ اَلَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كََانُوا شِيَعاً [4] أَي فِرَقاً مَخْتَلِفِينَ، كلُّ فِرْقَةٍ تُكَفِّرُ الفِرْقَةَ المُخَالِفَةَ لها، يَعْنِي به اليَهُودَ و النَّصَارَى.

و شِعْتُ بالشَّيْ‌ءِ، كبِعْتُ: أَذَعْتُهُ و أَظْهَرْتُه‌ ، هََكَذَا في النُّسَخِ: بالشَّيْ‌ءِ، و مِثْلُه في العُبَابِ، و الأَوْلَى بالسِّرِّ، كما فِي اللِّسَانِ، كأَشَعْتُه، و أَشَعْتُ بِهِ‌ ، قال الطِّرِمّاحُ:

جَرَى صَبَباً أَدَّى الأَمانَةَ بَعْدَ ما # أَشاعَ بلَوْماهُ عَلَيَّ مُشِيعُ

و شِعْتُ الإِناءَ شَيْعاً : مَلأْتُه، فهو مَشِيعٌ ، كمَبِيعٍ، و منه:

هُوَ ضَبٌّ مَشِيعٌ ، لِلْحَقُودِ، كما سَيَأْتِي.

و من المَجَازِ في الدُّعَاءِ: حَيّاكُمُ اللََّه، و شَاعَكُمُ السَّلامُ، كمالَ عَلَيْكُم السَّلامُ‌ ، هََكَذا في النُّسَخِ، و فيه سَقْطٌ، و الصَّوابُ: «كما يُقَالُ: عَلَيْكُم السَّلام» قال الشّاعِرُ:

أَلا يا نَخْلَةً مِنْ ذاتِ عِرْقٍ # بَرُودَ الظِّلِّ شاعَكُمُ السَّلامُ‌ [5]

و هََذا إِنَّمَا يَقُولُه الرَّجُلُ لأَصْحَابِهِ إِذا أَرَاد أَنْ يُفارِقَهُم، كما قال قَيْسُ بنُ زُهَيْرٍ لَما اصْطَلح القوْمُ: يا بَنِي عَبْسٍ، شاعَكُم السَّلامُ، فلا نَظرْتُ في وَجْهِ ذُبْيانِيَّةٍ قتَلْتُ أَباها أَو أَخاها، و سارَ إِلى ناحِيَةِ عُمَانَ، و هُناك عَقِبُه و وَلَدُه، كما في الصِّحاحِ و العُبَابِ. أَو شاعَكُم السَّلامُ: تَبِعَكُم‌ ، نَقلَه الصّاغَانِيُّ، أَو شاعَكُم : لا فَارَقَكُم‌ ، و هو قَرِيبٌ من قَوْلِ ثَعْلَبٍ: أَي صَحِبَكُمْ و شَيَّعَكُم . و منه قَوْلُهُم: شاعَكَ الخيْرُ، أَي لا فارَقكَ، قال لَبِيدٌ-رَضِي اللََّه عنه-:


[1] عن معجم البلدان و بالأصل «منحان» .

[2] سورة سبأ الآية 54.

[3] سورة القمر الآية 51.

[4] سورة الأنعام الآية 159.

[5] البيت للأحوص كما في الخزانة و مجالس ثعلب.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست