اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 238
و قيل: هُمَا جَمِيعاً الطَّرِيقُ، و المُرَادُ بالطَّرِيقِ هُنَا الدِّينُ، و لََكن اللَّفْظ إِذا اخْتَلَف أُتِيَ به بأَلفاظٍ يُؤَكَّدُ بها القِصَّةَ و الأَمْرُ، قال عَنْتَرَةُ.
فمَعْنَى: أَقْوَى و أَقْفَرَ وَاحِدٌ، على الخَلْوَة، إِلاّ أَنَّ اللَّفْظَينِ أَوْكَدُ في الخَلْوَة. و 17- قال ابنُ عَبّاسٍ : شِرْعَةً وَ مِنْهََاجاً : سَبِيلاً و سُنَّةً. و 17- في المُفْرَدَاتِ عن ابن عَبّاسٍ :
الشِّرْعَةُ ما وَرَدَ بهِ القُرْآنُ و المِنْهَاجُ: ما وَرَدَ به السُّنّة . و 17- قال قتادة : شِرْعَةً وَ مِنْهََاجاً الدِّينُ وَاحِدٌ و الشَّرِيعَة مُخْتَلِفَة. : و قال الفَرّاءُ-في قَوْلِه تَعَالَى عَلىََ شَرِيعَةٍ -: على دِينٍ و مِلَّةٍ و مِنْهَاجٍ، و كُلُّ ذََلِكَ يُقَال.
و مِنَ المَجازِ: الشَّرِيعَةُ : العَتَبَةُ على التَّشْبِيهِ بشَرِيعَةِ الماءِ، عن ابْنِ عَبّادٍ.
و أَصْلُ الشَّرِيعَةِ في كَلامِ العَرَبِ: مَوْرِدُ الشَّارِبَةِ الَّتِي يَشْرَعُها النّاسُ، فَيَشْرَبُونَ مِنْهَا و يَسْتَقُونَ، و رُبَّمَا شَرَّعُوها دَوابَّهُم فشَرَعَت [2] تَشْرَب مِنْها، و العَرَبُ لا تُسَمِّيها شَرِيعَةً حَتَّى يَكُونَ الماءُ عِدًّا؛ لا انْقِطَاع له، و يَكُونَ ظاهِراً مَعِيناً لا يُسْتَقَى بالرِّشَاءِ، و إِذا كانَ من السَّمَاءِ و الأَمْطَارِ فهُوَ الكَرَع، و قد أَكْرَعُوه إِبِلَهُم، فكَرَعَتْ فيه، و سقَوْهَا بالكَرَعِ، و هو مَذْكُورٌ في مَوْضِعِه، كالمَشْرَعَةِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، و تُضَمُّ رَاؤُهَا.و الشِّرْعُ ، بالكَسْر: ع ، هََكَذا في التَّكْمِلَةِ، و هو ماءٌ لِبَنِي الحَارِثِ من بَنِي سُلَيْم، قُرْبَ صُفَيْنَةَ، و تُفْتَح شِينُة.
و من المَجازِ: الشِّرْعُ : شِرَاكُ النَّعْلِ. و منه 16- الحَدِيثُ :
شِرَاكِهَا، تَشْبيهٌ بالشِّرْع و هو أَوْتارُ البَرْبَطِ ، أَي العُودِ؛ لأَنَّه مُمْتَدٌّ على وَجْهِ النَّعْلِ كامْتِدَادِهَا.
و الشِّرْعَةُ ، بَهاءٍ: حِبَالَةٌ تُعْمَلُ للقَطَا يُصْطَادُ بها: قال اللَّيْثُ: تُعْمَلُ من العَقَبِ، تُجْعَل شِرَاكاً لها.
و الشِّرْعَةُ : الوَتَرُ الرَّقِيقُ، و قِيلَ: ما دامَ مَشْدُوداً على القَوْسِ، و قِيل: أَو عَلى العُودِ و يُفْتَحُ.و الشِّرْعَةُ : مِثْلُ الشَّيْءِ يُقَال: شِرْعَةُ هََذِه، أَي مِثْلُها، كالشِّرْعِ ، بلا هاءٍ، يُقَالُ: هََذا شِرْعُ هََذَا، و هُمَا شِرْعَانِ ، أَيْ مِثْلانِ، كما في الصحاح، و أَنْشَدَ الخَلِيلُ-شاهِداً علَى الشِّرْعةِ بِمَعْنَى المِثْلِ-يَذُمُّ رَجُلاً:
فكَفٌّ عن الخَيْرِ مَقْبُوضَةٌ # كما حُطَّ عَنْ مِائَةٍ سَبْعَهْ و أُخْرَى ثَلاَثَةُ آلافِها
و تِسْعُمِئِيها لها شِرْعَهْ
ج: شِرْعٌ أَيْضاً ، أَي، بالكَسْرِ على الجَمْعِ الَّذِي لا يُفَارِقُ وَاحِدَه إِلاّ بالهاءِ، و يُفْتَحُ كتَمْرَةٍ و تَمْرٍ، عن أَبِي نَصْرٍ.
و شِرَعٌ ، كعِنَبٍ على التكسيرِ، و جج أَي جَمْعُ الجَمْعِ شِرَاعٌ بالكَسْرِ، و هََذِه عن أَبي عُبيْدٍ، و قِيلَ: شِرْعَةٌ و ثَلاثُ شِرَعٍ ، و الكَثِيرُ شِرْعٌ ، قال ابنُ سِيدَه: و لا يُعْجِبُنِي، على أَنَّ أَباً عُبَيْدٍ قد قالَه. و شاهِدُ الشِّرَاعِ -جَمْع شِرْعَةٍ بمعنَى وَتَرِ العُود-:
كما أَزْهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّرَاعِ # لِأُسْوَارِهَا عَلَّ منه اصْطِباحَا [3]
و إِنَّمَا ذَكَّرَ لأَنَّ الجَمْعَ الذي لا يُفَارِقُ وَاحِدَه إِلاّ بالهاءِ لكَ تَذْكِيرُه و تَأْنِيثُه، يقُول: بتُّ كأَنَّ في صَدْرِي عُوداً، من الدَّوِيِّ الّذي فِيهِ من الهُمُومُ.
و الشِّراعُ : ككِتَابٍ ، مثلُ الشِّرْعَة ، هو الوَتَرُ ما دَامَ مَشْدُوداً على القَوْسِ ، قالَهُ اللَّيْثُ، أَو عَلَى العُودِ، و جَمْعُه: شُرُعٌ ، بضَمَّتَيْنِ، قال كُثَيِّرٌ: