responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 23

و تَبَضَّعَ العَرَقُ، مِثْلُ‌ تَبَصَّعَ‌ أَي سالَ، و بالمُعْجَمَةِ أَصَحُّ. و هُنَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. و قَدْ صَحَّفَه اللَّيْثُ، و تَبِعَهُ ابنُ دُرَيْدٍ و ابنُ بَرّيّ، كما تَقَدَّمَ. قال الجَوْهَرِيُّ: و يقالُ:

جَبْهَتُهُ تَبَضَّعُ عَرَقاً، أَيْ تَسِيلُ، و أَنْشَدَ لِأَبِي ذُؤَيْبٍ:

تَأْبَى بِدِرَّتِهَا إذا ما اسْتُكْرِهَتْ # إلاَّ الحَمِيمَ فإِنَّهُ يَتَبَضَّعُ

قال الأَصْمَعِيُّ: و كانَ أَبُو ذُؤَيْبٍ لا يُجِيدُ وَصْفَ الخَيْل، و ظَنَّ أَنَّ هََذا مِمَّا تُوصَفُ بِهِ. انْتَهَى.

قُلْتُ: و قَدْ تَقَدَّمَ رَدُّ أَبِي سَعِيدٍ السُّكَّرِيّ عَلَيْهِ. و مَعْنَى يَتَبَضَّعُ : يَتَفَتَّحُ بالعَرَقِ و يَسِيلُ مُتَقَطِّعاً.

و قال ابنُ بَرِّيّ: و وَقَعَ في نُسْخَةِ ابنِ القَطّاعِ «إذا ما اسْتُضْغِبَتْ» و فَسَّرَهُ بفُزَّعَتْ، لِأَنَّ الضَّاغِبَ هو الَّذِي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ، ليُفَزِّعَ بمِثْلِ صَوْتِ الأَسَد. و الضُّغَابُ: صَوْتُ الأَرْنَبِ، و تَقَدَّمَ شَيْ‌ءُ من ذََلِكَ في «ب ص ع» قَرِيباً، فَرَاجِعْهُ.

و انْبَضَعَ : انْقَطَعَ، هو مُطَاوعُ بَضَعْتُهُ بمَعْنَى قَطَعْتُهُ.

و ابْتَضَعَ : تَبَيَّنَ، و هو مُطَاوعُ بَضَعَهُ بمَعْنَى بَيَّنَهُ، هََكَذَا في التَّكْمِلَة.

و في اللِّسَانِ: بَضَعْتُه فانْبَضَع و بَضَعَ [1] ، أَي بَيَّنْتَه فَتَبَيَّن.

*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

و يُجْمَع بَضْعَةُ اللَّحْمِ عَلَى بَضِيعٍ ، و هو نَادِرٌ، و نَظِيرُه الرَّهِينُ جَمْع الرَّهْنِ، وَ كلِيبٌ و مَعِيزٌ جَمْعُ كَلْبٍ و مَعْزٍ.

و البَضِيعُ أَيْضاً: اللَّحْمُ كما في الصِّحاح. قالَ: يُقَالُ:

دَابَّةٌ كَثِيرَةُ البَضِيعِ ، و هُوَ ما انْمَازَ من لَحْمِ الفَخِذِ. الوَاحِدَةُ بَضِيعَةٌ .

و يقَالُ: رَجلٌ خَاظِي البَضِيعِ ، أَيْ سَمِينٌ.

قال ابنُ بَرِّي: يُقَالُ: سَاعِدٌ خاظِي البَضِيع ، أَي مُمْتَلِئُ اللَّحْمِ. قال الحَادِرَة:

و مُنَاخِ غَيْرِ تَبيئةٍ [2] عَرَّسْتُهُ # قَمِنٍ مِنَ الحَدَثانِ نَابِي المَضْجَعِ‌

عَرَّسْتُهُ و وسَادُ رَأْسِيَ سَاعِدٌ # خَاظِي البَضِيعِ عُرُوقُه لَمْ تَدْسَعِ‌

أَي عُرُوقُ سَاعِدِهِ غَيْرُ مُمْتَلِئَةٍ مِنَ الدَّمِ، لِأَنَّ ذََلِكَ إنَّمَا يَكُونُ لِلشُّيُوخِ.

و يُقَالُ: إنّ فُلاناً لَشَدِيدُ البَضْعَةِ حَسَنُها، إذَا كان ذا جِسْمٍ و سِمَنٍ.

و قولُهُ:

و لا عَضِلٍ جَثْلٍ كَأَنَّ بَضِيعَهُ # يَرابِيعُ فَوْقَ المَنْكِبَيْنِ جُثُومُ‌

يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ بَضْعَةٍ ، و هو أَحْسَنُ، لِقَوْلِهِ:

يَرَابِيع، و يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اللَّحْم.

و يقال: سَمِعْتُ للسِّيَاطِ خَضَعَةً، و للسُّيُوفِ بَضَعَةً ، بالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا، أَيْ صَوْتَ وَقْعٍ، و صَوْتَ قَطْعٍ، كما فِي الأَساسِ.

و المَبْضُوعَةُ : القَوْسُ. قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

و مَبْضُوعَةً مِنْ رَأْسِ فَرْعٍ شَظِيَّةً [3]

يَعْنِي قَوْساً بَضَعَها ، أَيْ قَطَعَها.

و بَضَعْتُ من فُلان: إذا سَئِّمْتَ مِنْهُ، علَى التَّشْبِيهِ، كما في الصّحاح.

و في الأَساسِ: سَئِمْتَ مِنْ تَكْرِيرِ نُصحهِ فقطعتَه.

و البُضْعُ «بالضَّمِّ» : مِلْكُ الوَلِيِّ العَقْدَ لِلْمَرْأَةِ. و يُقَالُ:

البُضْع : الكُفْ‌ءُ، و مِنْهُ 16- الحَدِيث : «هََذا البُضْعُ لا يُقْرَع أَنْفُهُ» .

أَرادَ صاحِبَ البُضْعِ ، يُريدُ: هََذا الكُف‌ءُ لا يُرَدُّ نَكَاحُهُ‌ [4] ، و لا يُرْغَبُ عَنْهُ. و قَرْعُ الأَنْفِ عِبَارَةٌ عن الرَّدِّ.

و قالَ ابنُ الأَثِيرِ: الاسْتِبْضاعُ : نَوْعٌ مِن نِكَاحِ الجاهِلَيَّةِ، و ذََلِكَ أَنْ تَطْلُبَ المَرْأَةُ جِمَاعَ الرَّجُلِ لِتَنالَ مِنْهُ الوَلَدَ فَقَط، كانَ الرَّجُلُ مِنْهُم يَقُولُ لِأَمَتِهِ أَو امْرَأَتِهِ: أَرْسِلِي إلى فُلانٍ فاسْتَبْضِعِي مِنْهُ، و يَعْتَزِلُهَا فَلا يَمَسُّها، حَتَّى يَتَبَيَّن حَمْلُها من ذََلِكَ الرَّجُلِ، و إنّمَا يَفْعَلُ ذََلِكَ رَغْبَةً في نَجَابَةِ الوَلَدِ.


[1] العبارة في التهذيب، و هو قول الليث. أما عبارة اللسان: و بضع الكلام فانبضع بيّنه فتبيّن. و بضع من صاحبه... الخ.

[2] كذا بالأصل و اللسان و بهامشه: كذا بالأصل هنا، و سيأتي في دسع تاءية و لعله نيئة بنون أوله أي أرض غير مرتفعة.

[3] ديوان أوس ص 21 و عجزه:

بطود تراه بالسحاب مكلّلا.

[4] قال ابن الأثير: و أصله في الإبل أن الفحل الهجين إذا أراد أن يضرب كرائم الإبل قرعوا أنفه بعصا أو غيرها ليرتدّ عنها و يتركها.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست