اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 219
سَبّاقُ عَادِيَةٍ و هادِي سُرْبَةٍ [1] # و مُقَاتِلٌ بَطَلٌ و هَادِ مِسْلَعُ
و يُرْوَى «و رَأْسُ سَرِيَّةٍ» و إِنَّمَا سُمِّيَ به لأَنَّه يَشُقُّ الفَلاَةَ شَقّاً.
و المَسْلُوعَة : المَحَجَّة ، عن ابنِ عَبّادٍ، قال في اللِّسَان:
لأَنَّهَا مَشْقُوقةٌ، قال مُلَيْحٌ:
و هُنَّ على مَسلُوعَةٍ زِيَمِ الحَصَى # تُنِيرُ و تَغْشَاهَا هَمالِيجُ طُلَّحُ
و التَّسْلِيع في الجاهليّة: كانُوا إِذا أَسْنَتُوا ، أَي أَجْدَبُوا عَلَّقُوا السَّلَعَ معَ العُشَرِ بثِيرَانِ الوَحْشِ، و حَدَرُوها من الجِبَال و أَشْعَلُوا في ذََلِكَ السَّلَعِ و العُشَرِ النارَ؛ يَسْتَمْطِرُون بذََلِكَ قال ودّاك الطائِيّ [2] :
و قِيلَ: كانُوا يُوقِرُونَ ظُهُورَهَا مِن حَطَبِهما، ثمّ يُلْقِحُونَ النّارَ فِيها، يَسْتَمْطِرُونَ بلَهَبِ النَّارِ المُشَبَّهِ بسَنَا البَرْقِ. و قولُ الجَوْهَرِيّ: عَلَّقُوه ، قلت: ليس نَصُّ الجَوْهَرِيِّ كذََلِكَ، بل قالَ: و السَّلَع ، بالتَّحْرِيك: شَجَرٌ مُرٌّ، و منه المُسَلَّعَةُ ؛ لأَنَّهُم كانُوا في الجَدْبِ يُعَلِّقُونَ شَيْئاً من هََذا الشَّجَرِ و من العُشَرِ بذُنَابَى البَقَرَ ثمَّ يُضْرِمُون فيها النَّارَ و هم يُصَعِّدُونَهَا في الجَبَل، فيُمْطَرُونَ، زَعَمُوا، و أَنْشَدَ قولَ الطّائِيِّ، و قوله:
بذُنَابَى [3] البَقَرِ غَلَطٌ، و الصَّوابُ بأَذْنَابِ البَقَرِ، و قد سَبَقَ المُصَنِّفَ إِلى هََذِه التَّخْطِئَةِ غيرُه، فقد قَرَأْتُ بخَطِّ ياقُوت المَوْصِلِيّ في هامِشِ نُسْخَةِ الصّحاحِ الّتِي هي بخَطِّه ما نَصُّهُ: قال أَبُو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ: قولُه: بذُنَابَى البَقَرِ خَطَأٌ، و الصّوابُ بأَذْنَابِ البَقَرِ؛ لأَنَّ الذُّنَابِي وَاحِدٌ مثلُ الذَّنَبِ، و في هَامِش آخَرَ-بخَطِّه أَيْضاً: كانَ في الأَصْلِ بذُنَابَى البَقَرِ، و قد أُصْلِحَ من خَطِّ أَبي زَكَرِيَّا بأَذْنَابِ البَقَرِ، و هو الصَّوابُ؛ لأَنَّ الذُّنَابَى وَاحِدٌ. ثم رَأَيْتُ العَلاّمةَ الشيخَعبدَ القادِرِ بنَ عُمَرَ البَغْدَادِيَّ قد تَكَلَّمَ على البَيْتِ الَّذِي أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ في شَرْحِ شَوَاهِدِ المُغْنِي، و تَعَرَّضَ لكلامِ المُصَنِّفِ، و نَقَل عن خَطِّ ياقُوت المَوْصِلِيِّ ما نَقَلْتُه برُمَّتِه، ثم قالَ: و قد تَبِعَهُمَا صَاحِبُ القامُوسِ و الغَلَطُ منهُم لا مِنَ الجَوْهَرِيِّ، فإِن غايَةَ ما فيهِ التَّعْبِيرُ عن الجَمْعِ بالوَاحِدِ، و هو سائِغٌ، قال اللّه تعالى: سَيُهْزَمُ اَلْجَمْعُ وَ يُوَلُّونَ اَلدُّبُرَ[4] أَي الأَدْبَارَ، و أَمّا غَلَطُهُم فجَهْلُهُم بصِحَّةِ ذََلِكَ، و زَعْمُهُم أَنَّه خَطَأٌ. على أَنْ غالِبَ النُّسَخِ كما نَقَلْنَا، و قد نَقَلَ شيخُنَا أَيضاً هََذا الكَلامَ، و فَوَّقَ به إِلى المُصَنِّفِ سِهَامَ المَلامِ، و نسأَلُ اللّه حُسْنَ الخِتَام. و في البَيْتِ الّذِي اسْتَشْهَدَ به و هو قولُ ودّاكٍ الطّائِيِ تِسْعَةُ أَغْلاطٍ ، قالَ شَيْخُنَا: هو بَيْتٌ مَشْهُورٌ، اسْتَدَلَّ به أَعْلامُ اللُّغَةِ و النَّحْوِ و غيرُهُم، و نَبَّهُوا على أَغْلاطِه، كما في شُرُوحِ المُغْنِي و شُرُوحِ شَوَاهِدِه، فليسَتْ من مُخْتَرَعاتِه حَتّى يَتَبَجَّحَ بها، بل هي مَعْرُوفَةٌ مَشْهُورَةٌ، و قد أَوْرَدَهَا عبدُ القادِر البَغْدَادِيُّ مَبْسُوطَةً، و ساقَها أَحْسَنَ مَسَاقٍ، رَحِمَهُ اللّه.
و تَسَلَّعَ عَقِبُه ، أَي تَشَقَّق ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.
و انْسَلَع : انْشَقَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ و أَنْشَدَ للرّاجِزِ، و هو أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ:
من بَارِىءٍ حِيصَ و دَامٍ مُنْسَلِعْ
و في اللِّسَانِ: هو لحُكَيمِ بنِ مُعَيَّةَ الرَّبَعِيِ [5] ، و أَوَّلَهُ:
تَرَى برِجْلَيْه شُقُوقاً فِي كَلَعْ
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
المُسْلِعُ ، كمُحْسِنٍ: مَنْ به الدُّبَيْلَةُ.
و السَّلَعُ ، مُحَرَّكةً: آثارُ النّارِ في الجِلْدِ، و رَجُلٌ أَسْلَعُ :