responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 205

أَيْنَ دُرَيْدٌ فهو ذُو بَرَاعَهْ # حَتَّى تَرَوْهُ كَاشِفاً قِنَاعَهْ

تَعْدُو به سَلْهَبَةٌ سُرَاعَهْ

هََكَذَا أَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ [1] ، كما في العُبَابِ و التَّكْمِلَةِ، و قال ابنُ بَرِّيّ: فَرَسٌ سَرِيعٌ و سُرَاعٌ ، قال عَمْرُو بن مَعْدِيكَرِبَ.

حَتَّى تَرَوْه كاشِفاً..

إِلى آخِره.

و قَوْلُهم: السَّرَعَ ، السَّرَعَ أَي الوَحَا الوَحَا


5 *

، هََكَذَا هو مُحَرَّكاً، كما هو مَضْبُوطٌ عندنَا، و فِي الصّحاحِ: كعِنَبٍ فيهما [2] ، و ضَبَط الوَحا بالقَصْر و بالمَدِّ.

و قَوْلُهم: سرْعَانَ ذا خُرُوجاً، مُثَلَّثَة السِّينِ‌ ، عن الكِسَائِيِّ، كما نقلَه الزَّمَخْشَرِيُ‌ أَيْ سَرُعَ ذا خُرُوجاً، نُقِلَتْ فَتْحَةُ العَيْنِ إِلى النُّونِ‌ ، لأَنَّهُ مَعْدُولٌ من سَرُعَ فبُنِيَ عليه‌ كما في الصّحاحِ و العُبَابِ. و سَرْعانَ : يُسْتَعْمَلُ خَبَراً مَحْضاً، و خَبَراً فيه مَعْنَى التَّعَجُّبِ، و منه‌ قَوْلُهم: لَسَرْعَانَ ما صَنَعْتَ كذا، أَي ما أَسْرَعَ ، و قال بِشْرُ بنُ أَبِي خازمِ:

أَتَخْطُبُ فِيهِم بعد قَتْلِ رِجَالِهمْ # لَسَرْعَانَ هََذا!و الدِّمَاءُ تَصَبَّبُ‌

و في العُبَاب:

و حَالفْتُمُ قوْماً هَرَاقُوا دِماءَكُم # لَسَرْعَانَ ..

الخ و يُرْوَى: «لَوَشْكَانَ» و هََذِه الرِّواية أَكثرُ.

و أَمّا قَوْلُهُم فِي المَثَلِ: « سرْعَانَ ذا إِهَالَةً» ، فأَصْلُه أَنّ رَجُلاً كانَتْ له نَعْجَةٌ عَجْفَاءُ، و رُغَامُهَا يَسِيلُ من مَنْخِرَيْهَا؛ لِهُزَالِهَا، فقِيلَ له: ما هََذَا الَّذِي يَسِيلُ؟ فقَال: وَدَكُهَا، فقال السّائِلُ ذََلِكَ‌ القَوْلَ. هََذَا نَصُّ العُبَابِ، و في اللِّسَان: و أَصْلُ هََذَا المَثَل أَنَّ رَجُلاً كانَ يُحَمَّقُ، اشْتَرَى شَاةً عَجْفَاءَ يَسِيلُ رُغَامُها هُزَالاً و سُوءَ حَالٍ، فظَنَّ أَنّه وَدَكٌ، فقال: « سَرْعَانَ ذا إِهالَةً» قال الصّاغَانيُّ: و نَصَبَ إِهالَةً على الحالِ‌ و ذََا: إِشارةٌإِلى الرُّغامِ، أَي سَرُعَ هََذا الرُّغَامُ حَالَ كَوْنِه إِهالَةً. أَو هُو تِمْيِيزٌ على تَقْدِيرِ نَقْلِ الفِعْلِ، كَقَوْلِهم: تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقاً، و التَّقْدِيرُ: سَرْعَانَ إِهَالَةُ هََذِه. يُضْرَب‌ مَثلاً لِمَنْ يُخْبِرُ بكَيْنُونَةِ الشَّيْ‌ءِ قَبْلَ وَقْتِه‌ ، كما في العُبَابِ.

وَ سَرَعَانُ النّاس، مُحَرَّكَةً: أَوائِلُهُم المُسْتَبِقُون إِلى الأَمْرِ ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ فِيمَنْ يُسْرِعُ من العَسْكَرِ، و كان ابن الأعرابي يُسَكِّنُ، و يَقُولُ سَرْعَانُ الناسِ: أَوائِلُهُم. و قال القُطَامِيُّ-في لُغَةِ مَنْ يُثَقِّلُ، فيَقُول: سَرَعان -:

و حَسِبْتُنَا نَزَعُ الكَتِيبَة غُدْوَةً # فيُغَيِّفُون و نَرْجِعُ السَّرَعَانَا [3]

و قال الجَوْهَرِيّ-في سَرَعانِ النّاسِ بالتَّحْرِيك:

أَوَائلهم-يلزمُ الإِعْرَابُ نُونَه في كُلِّ وَجْهٍ، و 16- في حَدِيثِ سَهْوِ الصَّلاةِ : «فخَرَج سَرَعَانُ النّاسِ. و كذا 16- حَدِيثُ يَوْمِ حُنَيْنٍ :

«فخَرَج سَرَعَانُ النّاسِ و أَخِفّاؤُهُمْ» . رُوِيَ فيهِمَا بالفَتْح و التَّحْرِيك، و يُرْوَى بالضَّمِّ أَيضاً، على أَنَّه جَمْعُ سَرِيع ، كما تَقَدَّمَ.

و السَّرَعَانُ من الخَيْلِ: أَوَائِلُهَا، و قَدْ يُسَكَّنُ‌ ، قال أَبُو العَبّاس: إِنْ كانَ السَّرَعانُ ، وَصْفاً في النّاسِ قِيل: سَرَعانُ و سَرْعَانُ ، و إِذا كانَ في غَيْرِ النّاسِ فسَرَعَانُ أَفْصَح، و يَجُوزُ سَرْعَان .

و السَّرَعانُ مُحَرَّكةً: وَتَرُ القَوْسِ‌ عن أَبِي زَيْدٍ، قال ابنُ مَيّادَةَ:

و عَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعَاتِها # و عَادَتْ سِهَامي بَيْنَ رثٍّ و نابل‌ [4]

و يُرْوَى «بين أَحْنَى و ناصِل» .

أَو سَرَعَانُ عَقَبِ المَتْنَيْن: شِبْهُ الخُصَلِ، تُخَلَّصُ من اللَّحْمِ، ثم تُفْتَلُ أَوْتَاراً للْقِسِيِّ العَرَبِيَّةِ ، قالَ الأَزْهَرِيَّ:

سَمِعْتُ ذََلِكَ من العَرَبِ، قالَ أَبو زَيْدٍ: الوَاحِدَةُ بهَاءٍ.


[1] الجمهرة 2/330 و فيها «ذو بزاعة» قال: و يروى: ذو براعة. و نسب الأشطار لعمرو بن معدي كرب، و في التكملة كالأصل لامرأة قيس بن رواحة.

[5] (*) بالقاموس: الوَحَى الوحَى.

[2] الذي في الصحاح بالتحريك فيهما، ضبط حركات.

[3] في التهذيب: «و نوجع» و الأصل كاللسان، و في اللسان غيف: قال ابن بري: الذي في شعره:

فيغيفون و نوزع السرعانا

و انظر ديوانه ص 18.

[4] في اللسان: بين أحنى و ناصلِ.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست