responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 204

قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: و سُدِعَ ، كعُنِيَ، سَدْعَةً شَدِيدَةً ، إِذا نُكِبَ نَكْبَةً شَدِيدَةً. و لو اقْتَصَرَ على قَوْلِه: نُكِبَ-كما هو نصُّ الجمهرة [1] -كان أَخْصَرَ.

و قالَ اللَّيْثُ: المِسْدَعُ ، كمِنْبَرٍ: المَاضِي لوَجْهِهِ. و قِيلَ: هو الدَّلِيلُ‌ ، و


7 *

قِيلَ: هو الهَادِي‌ ، و في بعض النُّسخ: «أَو الهادِي» و نَصُّ العَيْن: السَّدْع : الهِدَايَةُ للطَّرِيق. و رَجلٌ مِسْدَعٌ : دَلِيلٌ مَاضٍ لوَجْهِه، و قيل: سَرِيعٌ.

و في التَّهْذِيبِ: رجلٌ مِسْدَعٌ : مَاض لوَجْهِهِ نَحْوُ الدَّلِيل، و في بعضِ النُّسَخِ: مِثْلُ الدَّلِيلِ، و هو قَوْلُ اللَّيْثِ.

و قال ابنُ دُرَيْدٍ: و قولُهم: نَقْذاً لَكَ من كُلِّ سَدْعَةٍ ، أَي سَلامةً لكَ من كُلِّ نَكْبَةٍ ، لغةٌ يَمَانِيَّةٌ.

قال الأَزْهَرِيُّ: و لم أَجِدْ فِي كَلام العرَبِ شَاهِداً لِما قالَهُ اللَّيْثُ و ابنُ دُرَيْدٍ. و أَظُنُّ قولَه: « مِسْدَع » بالسِّينِ أَصْلُه صادٌ، مِصْدَعٌ، من قَوْلهِ تَعالَى: فَاصْدَعْ بِمََا تُؤْمَرُ [2] أَي:

افْعَلْ.

و قال ابنُ فارِسٍ: السِّينُ و الدّالُ و العَيْنُ ليس بأَصْلٍ، و لا يُقَاسُ عليه، و ذَكَر ما قَالَهُ اللَّيْثُ، و قال: هََذا شي‌ءٌ لا أَصْلَ له. كما في العُبَابِ.

سرطع [سرطع‌]:

سَرْطَعَ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، و قالَ ابنُ دُرَيْدٍ:

أَي‌ عَدَا عَدْواً شَدِيداً من فَزَعٍ‌ ، كطَرْسَعَ، كما في العُبَابِ و اللِّسَانِ.

سرع [سرع‌]:

السَّرَعُ ، مُحَرَّكَةً، و كعِنَبٍ و السُّرْعَةُ ، بالضَّمِّ:

نَقِيضُ البُطْءِ، سَرُعَ ، ككَرُمَ، سُرْعَةً ، بالضَّمِ‌ ، و سَرَاعَةً و سِرْعاً ، بالكَسْرِ و سِرَعاً ، كعِنَبٍ‌ ، و سَرْعاً ، بالفَتْحِ، و سَرَعاً ، مُحَرَّكةً، فهو سَرِيعٌ و سَرِعٌ و سُرَاعٌ ، و الأُنْثَى بهَاءٍ، و سَرْعَانُ ، و الأُنْثَى سَرْعَى . و يُقَالُ: سَرِعَ ، كعَلِم. قال الأَعْشَى يُخَاطِبُ ابْنَتَه:

و اسْتخْبِرِي قَافِلَ الرُّكْبَانِ و انْتَظِري # أَوْبَ المُسَافِرِ إِنْ رَيْثَاً و إِنْ سَرَعَا

قالَ الجَوْهَرِيُّ: و عَجِبْتُ من سُرْعَةِ ذاكَ، و سِرَعِ ذاكَ، مثل: صِغَرِ ذاكَ، عن يَعْقُوبَ. وَ اَللََّهُ‌ -عَزَّ و جَلَّ- سَرِيعُ اَلْحِسََابِ‌ ، أَي حِسَابُه وَاقِعٌ لا مَحالَةَ ، و كُلُّ وَاقِع فهو سَرِيعٌ أَو سُرْعَةُ حِسابِ اللّه: أَنَّه‌ لا يَشْغَلُه حِسَاب‌ وَاحِدٍ عن حِساب‌ آخَرَ، و لا يَشْغَلُه‌ شَيْ‌ءٌ عن شَيْ‌ءٍ، أَو مَعْنَاهُ‌ تُسْرِعُ أَفْعالُه، فَلا يُبْطِى‌ءُ شَيْ‌ءٌ مِنْها عَمّا أَرادَ، جَلَّ و عَزَّ؛ لأَنَّه بغَيْرِ مُبَاشَرَةٍ و لا عِلاجٍ، فهو -سُبْحَانَه‌ و تعالَى- يُحَاسِبُ الخَلْقَ بعدَ بَعْثِهم و جَمْعِهم في لَحْظَةٍ بلا عَدٍّ و لا عَقْدٍ، وَ هُوَ أَسْرَعُ اَلْحََاسِبِينَ . و في المُفْرَداتِ و البَصَائِر: و قولُه عَزَّ و جَلَّ: إِنَّ اَللََّهَ سَرِيعُ اَلْحِسََابِ* [3] و سَرِيعُ اَلْعِقََابِ* [4] تَنْبِيهٌ على ما قالَ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّمََا أَمْرُهُ إِذََا أَرََادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [5] .

و كأَمِيرٍ : سَرِيعُ بنُ عِمْرَانَ‌ الهُذَلِيُ‌ الشّاعِرُ لم أَجِدْ له ذِكْراً في دِيوانِ أَشْعَارِهم‌ [6] رِوَايَة أَبي بَكْرٍ القارِي.

و السَّرِيعُ : المُسْرِعُ و هََذا يَدُلُّ على أَنَّ سَرُعَ و أَسْرَعَ وَاحدٌ، و قد فَرَّقَ سِيبَوَيْهِ بَيْنَهُمَا، كما سَيَأْتِي، ج: سُرْعَانٌ ، بالضَّمِ‌ ، ككَثِيبٍ و كُثْبَانٍ، و به 16- رُوِيَ حَدِيثُ ذِي اليَدَيْنِ :

«فخَرَج سُرْعَانُ النّاسِ» . على ما سَمِعْتُه من شَيْخِي العَلاّمَةِ السّيِّدِ مَشْهُورِ بنِ المُسْتَرِيحِ الأَهْدَلِيّ الحُسَيْنِيّ حينَ إِقرائه صَحِيحَ البُخَارِيِّ في ثغر الحُدَيِّدَةِ، أَحَدِ ثُغورِ اليَمَنِ في سنة أَلْفِ و ماية و أَرْبَعَةٍ و سِتِّينَ.

و السَّرِيعُ : القَضِيبُ يَسْقُطُ من البَشَامِ، ج: سِرْعانٌ ، بالكَسْرِ ، و سَيَأْتِي فِي آخِرِ المادَّةِ أَنَّه يُجْمَعُ بالضَّمِّ و الكَسْرِ.

و أَبُو سَرِيعٍ : كُنْيَةُ العَرْفَج، أَو النّار الَّتِي فِيه‌ ، و هََذا قَوْلُ أَبِي عَمْرٍو، و أَنشدَ:

لا تَعْدِلَنَّ بأَبِي سَرِيعِ # إِذا غَدَتْ نَكْبَاءُ بالصَّقِيعِ‌

و الصَّقِيع: الثَّلْج.

و سَرِيعَةُ ، كَسَفِينَةٍ : اسمُ‌ عَيْن. و حِجْرٌ سُرَاعَةٌ ، كثُمامَةٍ: سَرِيعَةُ ، قالَتْ امرأَةُ قَيْسِ بنِ رَواحَةَ:


[1] الجمهرة 2/261.

[7] (*) بالقاموس: «أو» بدل «و» .

[2] سورة الحجر الآية 94.

[3] سورة آل عمران 199.

[4] سورة الأنعام الآية 83.

[5] سورة يس الآية 165.

[6] مذكور في شرح أشعار الهذليين ص 578.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست