اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 188
الصّحاحِ، و هو مَجاز، كما يُقَال: أَنْبَتَه اللّه، و كذا زَرَع اللّه وَلَدَك للْخَيْرِ.
و من المَجَازِ الزَّرْعُ : الوَلَدُ ، و هو زَرْعُ الرَّجُلِ.
و الزَّرْعُ في الأَصْل مَصْدَرٌ، و عُبِّر به عَن المَزْرُوع ، نحو قَوْلِه عَزَّ و جَلَّ: فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعََامُهُمْ وَ أَنْفُسُهُمْ[1] و قد غَلَبَ اسمُ الزَّرْع على البُرِّ و الشَّعِيرِ ج:
`وَ زُرُوعٍ وَ مَقََامٍ كَرِيمٍ[2]و مَوْضِعُه الْمَزْرعَةُ ، مُثَلَّثَةِ الرّاءِ. اقتصر الجَوْهَرِيُّ على الفَتْحِ، و زاد الصّاغَانِيُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ الضّمَّ، و أَمَّا الكَسْرُ فلم أَعْرِفْ من أَيْنَ أَخَذَه المصنِّف [3] . و كذََلِكَ المُزْدَرَعُ : مَوْضِعُ الزَّرْعِ ، و أَنْشَدَ اللَّيْثُ:
و اطْلُبْ لنا منهُمُ نَخْلاً و مُزْدَرَعاً # كما لِجِيرَانِنا نَخْلٌ و مُزْدَرَعُ
و الزَّرِيعَةُ ، كَسَفِينَةٍ: الشَّيْءُ المَزْرُوعُ ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ، و نصُّه: يُقَال: هََؤلاءِ زَرْعُ فُلانٍ، أَي وَلَدُهُ، فأَمَّا الزَّرِيعَةُ فربَّما سُمِّيَ بها الشَّيْءُ المَزْرُوع ، كأَنَّها فَعِيلَةٌ في مَعْنَى مَفْعُولَةٍ.
و قالَ ابنُ بَرِّيّ: و الزَّرِيعَةُ ، بتَخْفِيف الرّاءِ: الحَبُّ الَّذِي يُزْرَع ، و لا تَقُلْ: زَرِّيعةٌ بالتَّشْدِيدِ، فإِنَّه خَطَأٌ.
و الزِّرِّيع ، كسِكِّيتٍ: ما يَنْبُتُ في الأَرْضِ المُسْتَحِيلَةِ مِمَّا يَتَنَاثَرُ فيها أَيَّامَ الحَصَادِ من الحَبِّ. نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن ابْنِ شُمَيْلٍ، و نَقَلَه الزَّمْخَشْرِيُّ أَيْضاً، و قال: و يقال له:
الكاثُّ، و هو مَجَازٌ.
و الزُّرْعَةُ ، بالضَّمِّ: البَذْرُ، و بِلا لاَمٍ: اسمٌ. و زُرْعَةُ بنُ خَلِيفَةَ، و زُرْعَةُ الشَّقِرِيُّ، و زُرْعَةُ بنُ عامِرِ بنِ مازِنٍ الأَسْلَمِيّ: صحابِيُّون.
14- و زُرْعَةُ بنُ سَيْفِ بنِ ذِي يَزَنَ الحِمْيَرِيُّ، قِيلَ: من الأَقْيَالِ، أَسْلَمَ، و كَتَبَ إِليهِ النَّبِيُّ صلّى اللّه عليه و سلّم.
و زُرْعَةُ بنُ عَبْدِ اللّه البَيَاضِيُّ: تابِعِيُّ، و حديثُه مُرْسَلٌ. و زُرْعَةُ بنُ ضَمْرَةَ العامِرِيُّ، رَوَى عنه أَبُو الأَسْوَدِ الدُؤَلِيُّ.
و سَمَّوْا زُرَيْعاً، و زَرْعَانَ ، و زُرْعَانَ ، كزُبَيْرٍ، و سَحْبانَ، و عُثْمَانَ.وَ زَارِعٌ : اسمُ كَلْبٍ ، نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ و ابنُ عَبّادٍ، و مِنْهُ قِيلَ لِلْكِلابِ: أَوْلادُ زَارعٍ ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ و الزَّمَخْشَرِيُّ، و هو مَجازٌ، و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:
و زارِعٌ مِنْ بَعْدِه حتّى عَدَلْ
و أَبُو الهَيْثَم مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بن زُرَاعٍ ، كغُرَابٍ الكُشْمَيْهَنِيُّ: رَاوِي [4] صَحِيحِ البُخَارِيِّ عن أَبي عَبْدِ اللّه مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الفِرَبْرِيِ ، و قد حَدَّثَتْ عنه أُمُّ الكِرَامِ كَرِيمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيّةُ، و غَيْرُها.
و المَزْرُوعانِ ، هََذا هو الصَّوابُ، و وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِيِّ: «و المَزْرَعانِ» و قد نبَّه أَبُو سَهْلٍ على خَطَئِه، و كَتَبَ في الحاشِيَةِ. صوابُه المَزْرُوعانِ . و قد صَحَّفَه ابْنُ سِيدَه، فجَعَلَه الْمَزُوعانِ، و قد نَبَّه عليه الرَّضِيُّ الشّاطِبِيُّ، كما سَيَأْتِي في تَرْجَمَةِ «ز و ع» : من بَنِي كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ بن تَمِيمٍ، و هُمَا كَعْبُ بنُ سَعْدٍ، و مالِكُ بنُ كَعْب بنِ سَعْدٍ.
و يُقَال: ما فِي الأَرْضِ و ما عَلَى الأَرْضِ زرْعَةٌ وَاحِدَةٌ مُثَلَّثَةً ، عن أَبِي حَنِيفَةَ، كما في اللِّسَانِ، و زاد الصّاغَانِيُّ عنه: و زَرَعَةٌ تُحَرَّكُ، أَي مَوْضِعٌ يُزْرَعُ فيه.و قالَ ابنُ عَبّادٍ: يقال: زُرِع له بَعْدَ شَقاوَةٍ، كعُنِيَ : إِذا أَصابَ مالاً بعدَ الحاجَةِ و هُوَ مَجازٌ.
و أَزْرَعَ الزَّرْعُ : طالَ ، و قِيلَ: نَبَت وَرَقُهُ، قال رُؤْبَةُ:
أَو حَصْدُ حَصْدٍ بعدَ زَرْعِ أَزْرَعَا
و في المُفْرَدَاتِ: أَزْرَعَ [5] النَّبَاتُ: صارَ ذا زَرْعٍ ، و أَزْرَعَهُ الناسُ ، إِذا أَمْكَنَهُم الزَّرْعُ .و المُزَارَعَةُ مَعْرُوفَةٌ، و هو: المُعَامَلَةُ علَى الأَرْضِ ببَعْضِ ما يَخْرُجُ مِنْهَا. و يَكُونُ البَذْرُ من مالِكِها ، و هو مَجَازٌ.