اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 175
كأَنَّهُ ذَهَبَ به إِلى السَّقْفِ. و عَنَى سَبْعَ سَمََواتٍ. و قالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْتِ يَصِفُ المَلائِكَةَ:
و ساكن أَقْطَارِ الرَّقِيع على الهَوَا # و مِنْ دُونِ عِلْمِ الغَيْبِ كُلُّ مَسْهَّدُ
و قِيلَ: الرَّقْعُ : السَّمَاءُ السابِعَةُ ، و به فُسِّر قولُ أُميَّةَ بنِ أَبي الصَّلْت:
و كأَنَّ رَقْعاً و المَلائِكُ حَوْلَهُ # سَدِرٌ تَوَاكَلُه القوائمُ أَجْرَدُ
و قالَ بعضُهُم: الرَّقْعُ : الزَّوْجُ و منه يُقَالُ: لا حَظِيَ رَقْعُكِ، أَي لا رَزَقَكِ اللََّه زَوْجاً، أَو هو تَصْحِيفٌ، و تَفْسِيرُ الرَّقْعِ بالزَّوْجِ ظَنٌّ و تَخْمِينٌ و حَزْرٌ و الصَّوابُ رُفْغُكِ، بالفَاءِ و الغَيْنِ المُعْجَمَةِ، نبَّه عليه الصّاغانِيُّ، و قال: و لمّا صَحَّفَ المُصَحِّفُ المَثَلَ فَسَّرَه بالزَّوجِ حَزْراً و تَخْمِيناً.
و من المَجَازِ: ما تَرْتَقِعُ مِنِّي يا فُلانُ برَقَاعِ ، كقَطامِ و حَذَامِ، و قال الفَرّاءُ: برَقاعٍ ، مثل سَحَابٍ و كِتَابٍ. و وَقَع في الصّحاح: قال يَعْقُوبُ: ما تَرْتَقِعُ مِني بمِرْقاعٍ ، هََكذا وُجِد بخطّ الجَوْهَرِيِّ، و مثلُه بخَطِّ أَبِي سَهْلٍ، و الصَّوابُ برَقَاع [1] ، من غَيْرِ مِيمٍ، و قد أَصْلَحَه أَبو زَكَرِيّا هََكذا، و نَبَّه الصّاغَانِيُّ عليهِ أَيْضاً في التَّكْمِلَةِ، و جَمَعَ بينَهُما صاحبُ اللِّسَانِ من غير تَنْبِيهٍ عليه، و نُسَخُ الإِصْلاحِ لابْنِ السِّكِّيتِ كلُّهَا من غيرِ مِيمِ. أَي ما تَكْثَرِثُ لِي، و لا تبَالِي بِي. يقَالُ:
ما ارْتَقَعْتُ له، و ما ارْتَقَعْتُ به، أَي ما أَكْتَرَثْتُ له، و ما بالَيْتُ به، كما في الصّحاحِ. و في اللِّسَانِ: قَرَّعَني فُلانٌ بلَوْمِه فما ارْتَقَعْتُ به، أَي لم أَكْثَرِثْ به، و منه قَوْلُ الشّاعِر:
ناشَدْتُها بكِتَابِ اللََّه حُرْمَتَنَا # و لم تَكُنْ بكِتَابِ اللََّه تَرْتَقِعُ [2]
أَو قِيلَ: مَعْنَاه: ما تُطِيعُنِي و لا تَقْبَلُ مِنِّي مِمَّا أَنْصَحُكَ به شَيْئاً ، لا يُتَكَلَّمُ به إِلاّ في الجَحْدِ، و هََذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن يَعْقُوبَ.
و الرَّقاعَةُ ، كسَحَابَةٍ: الحُمْقُ ، و قد رَقُعَ ، كَكَرُمَ و أَرْقَعَ :
جاءَ بها و بالخُرْقِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُ [3] . و أَرْقَعَ الثَّوْبُ: حانَ له أَنْ يُرْقَعَ ، كاسْتَرْقَعَ بمَعْنَاه.
و في الأَسَاسِ: اسْتَرْقَعَ : طَلَبَ أَنْ يُرْقَعَ .
و من المَجَازِ: التَّرْقِيعُ : التَّرْقِيحُ ، و هو اكْتِسَابُ المالِ.
و قد رَقَعَ حالَهُ و مَعِيشَتَهُ، أَي أَصْلَحَهَا، كَرقَّحَهَا.
و التَّرَقُّع : التَّكَسُّب ، و هو مَجَاز، أَيضاً.
و ما ارْتَقَعَ له، و به: ما اكْتَرَثَ و ما بَالَى، و قد تَقَدَّم قريباً.
و طارِقُ بنُ المُرَقَّعِ ، كمُعَظَّمٍ : حِجَازِيٌّ، رَوَى عنه عَطَاءُ بنُ أَبي رَبَاحٍ، و الأَظْهَرُ أَنّه تابِعِيٌّ، و قد ذَكَرَه بعضٌ في الصَّحابَةِ [4] .
و مُرَقَّعُ [5] بن صَيْفِي الحَنْظَلِيُّ: تابِعيُّ.و راقَعَ الخَمْرَ: قَلْبُ عَاقَرَ ، أَي لازَمَهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، و هو مَجَازٌ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عليه.
يُقَالُ: فِيه مُتَرَقَّعٌ لمَنْ يُصْلِحُه، أَي مْوضِعُ تَرْقِيعٍ ، كما قالُوا: فيه مُتَنَصَّحٌ، أَي مَوْضِعُ خِيَاطَةٍ، و يُقَال: أَرى فيه مُتَرَقَّعاً ، أَي موضِعاً للشَّتْمِ و الهِجَاءِ. نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، و أَنْشَدَ للبَعِيثِ:
و ما تَرَكَ الهاجُونَ لِي في أَديمِكُمْ # مَصَحَّاً و لََكِنِّي أَرَى مُتَرَقَّعَا
و هو مَجَازٌ.
و يُقَالُ: لا أَجِدُ فِيك مَرْقَعاً للكَلامِ، و هو مَجَازُ أَيضاً.
و كذا قَوْلُهُم: و ما رَقَعَ رَقْعاً ، أَي ما صَنَعَ شَيْئاً.
و العَرَبُ تقولُ: خَطِيبٌ مِصْقَعٌ، و شاعِرٌ و مِرْقَعٌ ، و حَادٍ قُرَاقِر. مِصْقَعٌ: يَذْهَبُ في كُلِّ صُقْعٍ من الكَلامِ، و مِرْقَعٌ :
يصِلُ الكلامَ فَيَرْقَعُ بَعْضَهُ ببَعْضٍ، و هو مَجَازٌ أَيضاً.
و الرُّقْعَةُ ، بالضَّمِّ: رُقْعَةُ الشّطْرَنْجِ، سُمِّيَتْ لأَنَّهَا مَرْقُوعَةٌ .