responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 165

كضَرَبَ، و يُحَرَّكُ‌ ، مَصْدَر رَضِعَ كسَمِع‌ [1] و رَضَاعاً و رَضَاعَةً بفَتْحِهِمَا، أَمّا الأَوَّلُ فمَصْدَر رَضِعَ رَضَاعاً ، كسَمِعَ سَماعاً، و نَقَلَه الجَوْهَرِيُ‌ و يُكْسَرانِ‌ ، قال اللََّه تَعالَى: أَنْ يُتِمَّ اَلرَّضََاعَةَ [2] بفَتْحِ الرّاءِ، و قرأَ أَبُو حَيْوَةَ، و أَبُو رَجاء، و الجارُودُ، و ابنُ أَبِي عَبْلَةَ: «أَنْ يُتِمَّ الرِّضَاعَة » ، بكَسْرِ الرّاءِ، و رَضِعاً ، ككَتِفِ، فهو رَاضِعٌ ، ج‌ : رُضَّعٌ ، كَرُكَّع، و رَضِعٌ ، ككَتِفٍ، ج‌ : رُضُعٌ ، كعُنُق: امْتَصَّ ثَدْيَها. و 16- في الحَدِيثِ : «انْظُرْن ما إِخْوَانِكُنَّ، فإِنَّمَا الرَّضاعَةُ من المَجَاعَةِ» . قالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الرَّضَاعَةُ بالفَتْحِ و الكسرِ:

الاسم من الإِرْضَاع [3] ، فأَمّا من الرَّضاعَةِ : اللُّؤمِ فالفتحُ فقَط. و تَفْسِيرُ الحَدِيث: أَنَّ الرَّضَاعَ الَّذِي يُحَرِّمُ النِّكَاحَ إِنَّمَا هو في الصَّغَرِ عندَ جُوع الطِّفْلِ، فأَمّا في حالِ الكِبَرِ فلا [4] .

و الرَّضُوعَةُ التي تُرْضِعُ وَلَدَهَا، و خَصَّ أَبو عُبَيْدة به‌ الشَّاة تُرْضِعُ . و الرّضِعَتَانِ : ثَنِيَّتَا الصَّبِيِ‌ المُتَقَدِّمَتانِ اللَّتَانِ يَشْرَبُ عليهما اللَّبَنَ. ج: رَوَاضِعُ ، و قيل: الرَّوَاضِعُ : ما نَبَتَ من أَسْنَان الصَّبِيِّ ثمّ سَقَطَ في عَهْدِ الرَّضَاع ، يُقَال منه: سَقَطَت رَوَاضِعُه ، و يُقَال: الرَّوَاضِعُ : سِتٌّ مِنْ أَعْلَى الفَمِ، و سِتٌّ من أَسْفَلِه.

و من المَجَازِ: رَضُعَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ‌ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ و الزَّمَخْشَرِيُّ. و قالَ ابنُ عَبّادٍ: رَضَعَ الرَّجُلُ أَيضاً مثل‌ مَنَع رَضَاعَةً ، بالفَتْح لا غَيْرُ. و منهُ 15- رَجَزٌ يُرْوَى لفاطِمَةَ-رَضِيَ اللََّه عنها-:

ما بِيَ مِنْ لُؤْمٍ و لا رَضَاعَهْ .

قال الجوهَرِيّ: قالوا: رَضُعَ الرجلُ بالضّمِّ، كأَنَّه كالشَيْ‌ءِ يُطْبَع عليه، و قال الزَّمَخْشَرِيّ: و لمّا نُقِل إِلى مَعْنَى المُبَالغةِ في اللُّؤْمِ بَنَوْا فِعْلَه على فَعُلَ، فقالوا: رَضُعَ رَضَاعَةً ، فهو رَاضِعٌ و رَضِيعٌ

____________

7 *

و رَضّاعٌ ، كشَدَّادٍ، مِن‌ قَوْمٍ‌ رُضَّعٍ و رُضَّاعٍ ، كرُكَّعٍ و كُفَّارٍ ، أَي‌ لَؤُمَ‌ ، أَي صارَ لَئِيماً، و منه 17- قَوْلُ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَع رضي اللََّه عنه : «و اليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ » .

أَي: اليَوْمُ يَوْمُ هَلاَكِ اللِّئامِ. و 17- في حَدِيثِ ثَقِيف : قالَتْ عَجُوزٌ منهم: «أَسْلَمَها الرُّضّاعَ ، و تَرَكوا المِصَاعَ» .

أَي: اللِّئام، و المِصَاعُ: المُضَارَبَةُ بالسَّيْفِ‌ و الاسْمُ:

الرَّضَعُ ، مُحَرَّكَةً، و كَكَتِفٍ. و [5] قالَ اليَمَاميُّ: الرَّاضِعُ : اللَّئِيمُ الَّذِي رَضَعَ اللُّؤْمَ مِنْ ثَدْيِ أُمِّهِ‌ ، يريدُ أَنَّه وُلِدَ في اللُّؤْمِ. و هو مَجَازٌ.

و قِيلَ: الرّاضِعُ : الرّاعِي‌ الَّذِي لا يُمْسِكُ معه مِحْلَباً، فإِذا سُئِلَ اللَّبَنَ اعْتَلَّ بذََلك‌ ، أَي بأَنَّه لا مِحْلَبَ له، و إِذا أَرادَ الشُّرْبَ رَضَعَ حَلُوبَتَهُ، و قيل: اللَّئيمُ الرّاضِعُ : مَنْ يَأْكُلُ الخُلالَةَ من بَيْنِ أَسْنَانِه‌ لُؤْماً لئلاً يَفُوتَهُ شَي‌ءٌ. و قال ابنُ عَبّاد: اللَّئيمُ الرّاضِعُ : منْ يَرْضَعُ النّاسَ، أَي يَسْأَلُهُم. قلتُ. و به فَسَّرَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ قولَ جَرِيرٍ:

و يَرْضَعُ مَنْ لاقَى و إِنْ يَرَ مُقْعَداً # يَقُودُ بأَعْمَى فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ‌

قال: أَي يَسْتَعْطِيه و يَطْلُبُ منه، أَي لو رأَى هََذا لَسَأَلَهُ.

و هََذا لا يَكُونُ؛ لأَنَّ المُقْعَدَ لا يَقْدِرُ أَن يقومَ فيقودَ الأَعْمَى.

و في الأَسَاسِ: و تَقُولُ: اسْتَعِذْ باللََّه من الرَّضَاعَة ، كما تَسْتَعِيذُ بِهِ من الضَّراعَة. و نَقَل ابنُ الأَثِيرِ أَيْضاً مثلَ ذََلِك.

و في الصّحاح: قَوْلُهم: لَئِيمٌ راضِعٌ ، أَصلُه‌ زَعَمُوا أَنَّ رَجُلاً كان يَرْضَعُ إِبلَهُ‌ أَو غَنَمَه‌ [6] ، و لا يَحْلُبُها لئِلاَّ يُسْمَعَ صَوْتُ حَلْبِه، فيُطْلَبَ مِنْهُ. و قالَ ابنُ دُرَيْدِ: كان هََذا الحَدِيثُ في العَمالِقَة، فكَثُرَ حَتَّى صارَ كلُّ لَئِيمٍ رَاضِعاً ، فَعَلَ ذََلِكَ الفِعْلَ أَو لم يَفْعَلْ. قالَ: و أَصْلُ الحَدِيثِ: 17- أَنَّ رَجُلاً من العَمَالِيقِ طَرَقَهُ ضَيفٌ لَيْلاً، فمَصَّ ضَرْعَ شَاتهِ؛ لِئلاَّ يَسْمَعَ الضَّيْفُ صَوْتَ الشَّخْبِ.

قال: و الرَّضَاعَةُ ، كسَحَابَةٍ : اسْمُ‌ الدَّبُور، أَو رِيحٌ بَيْنَها و بينَ الجَنُوبِ‌ ، و ذََلِكَ لأَنَّهَا إِذا هَبَّتْ عَلَى اللِّقَاحِ رَضَعَتْ أَلْبَانُهَا، أَي قَلَّتْ، و هو مَجَازٌ.


[1] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كسمع» بهامش المطبوعة الصواب: «كتعب» .

[2] سورة البقرة الآية 233.

[3] عن النهاية و بالأصل «الرضاع» .

[4] يريد أن رضاع الكبير لا يحرم.

[7] (*) بالكويتية: رَضِعٌ.

[5] في القاموس: «أو» .

[6] الصحاح: «إبله و غنمه» .

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست