اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 1 صفحة : 285
و الهِرَاءُ [1] أَيضاً: شَيْطَانٌ مُوَكَّلٌ بِقَبِيحِ الأَحْلاَمِ، و منه 14- حديثُ أَبي سَلَمة أَنه عليه السلام قال «ذلك [2] الهِرَاءُ شَيْطَانٌ وُكِّلَ بالنُّفُوسِ». قال ابن الأَثير: لم يُسْمَع الهِرَاء أَنه شَيْطَانٌ إِلاَّ في هذا الحديث، و في بعض النسخ: الكَلاَم، بدل الأَحلام، و هو غلط.
و هَرَأَهُ البَرْدُ، كمَنَعَ يهْرَؤُه هَرْءًا و هَرَاءَةً : اشْتَدَّ عَلَيْهِ حتى كادأَن يَقْتُله، أَو قَتَلَه، كأَهْرَأَهُ[3] ، يقال: أَهْرَأَنَا القُرُّ، أَي، قَتَلَنَا.
و أَهَرَأَتِ [4]الرِّيحُإِذا اشْتَدَّ بَرْدُهَا. و هَرَأَ اللَّحْمَ هَرْأً :
أَنْضَجَهُ كَهَرَّأَهُ بالتضعيف و أَهْرَأَهُ رُباعِيًّا عن الفرَّاءِ و قد هَرِئَ ، بالكسر، هَرْءاً و هُرْءاً بالفتح و الضم، كلاهما عن الفراءِ و هُرُوءاً بالضم عن الكسائي.
وَ تَهَرَّأَ : سَقط من [5] العَظْمِ فهو هَرِيءٌ ، و أَهْرَأَ لَحْمَهُ إِهرَاءً ، إِذا طَبخَه حتى يَتَفَسَّخَ.
و المُهَرَّأُ و المُهَرَّدُ: المُنْضَجُ من اللحْمِ.
و أَهْرَأْنَا في الرَّوَاحِ: أَبْرَدْنَا، و ذََلِكَ بِالعَشِيِّ، أَو خَاصٌّ بِرَوَاحِ القَيْظِقاله بعضهم، و أَنشد لأُهابِ بن عُمَيْرٍ يَصف حُمُراً:
قال: أَهْرَأْنَ لِلْأَصَائِل: دَخَلْنَ فِيها، يقول: سِرْنَ في بَرْدِ الرَّوَاحِ إِلى المَاءِ.
و أَهْرِئْ عَنْكَ من الظَّهِيرَةِ، أَي أَقِمْ حَتَّى يَسْكُنَ حَرُّ النهارِ و يَبرُدَ.
و أَهْرَأَ فلانٌ فلاناً: قَتَلَه، و أَهْرَأَ الكَلاَمَ: أَكْثَرَهُ و لم يُصِبالمعنَى. و إِن مَنطِقَه يَهْرَأُ هَرْءاً و إِن مَنطِقَه لَغَيْرُ هُرَاءٍ .
و هَرِئَ المالُ و هَرِئَ القَوْمُ، بالفتح و هُرِئَ المَالُ و القَوْمُ،كعُنِيَمبنيًّا للمفعول فَهم مَهْرُوؤُونَ قال ابن بَرِّيّ: الذي حكاه أَبو عُبَيْدِ عن الكسائيّ هُرِئَ القومُ بالضمِّ فهم مَهْرُوؤُونَ إِذا قَتَلَهم البَرْدُ أَو الحَرقال ابنُ بَرّيّ: و هذا هو الصحيحُ، لأَن قولَه مَهْرُوؤُون إِنما يكون جارياً على هُرِئَ .
وَ بِخَطِّ الجَوْهَرِيِفي كتابه هَرِئَ ، كسَمِعَ، و هو تَصْحِيفٌ منه، لا يخفى أَنه لو نسب هذا إِلى قلم النسَّاخِ كان أَوْلَى، لأَنه ليس في كتابه تَصرِيحٌ لما قال، و إِنما ضَبْطُ قَلَم، و القَلَمُ قد يُخْطِئُ، و يدلُّ عليه قوله: فهم مَهرُوؤُون ، دلالةً بَيِّنَةً، و دَعْوى الغَفْلَة إِلى الجوهريّ خَطَأٌ، فإِنه بَعِيدٌ على مِثله أَن يَخْفَى عليه مثْلُ هذا، قال ابنُ مُقْبِل في المَهروءِ - مِنْ هَرَأَ البَرْدُ-يَرْثي عُثمانَ بنَ عَفَّانَ:
و قِرَّة لها هَرِيئَةٌ ، على فَعِيلَةٍ: يُصيبُ النَّاسَ و المالَ مِنها ضُرٌّ و سَقْطَةٌ أَي موتٌ.
و الهَرِيئَةُ أَيضاً: الوَقْتُ الذي يُصِيبُهم فيه البَرْدُ.
و الهَرِيئَةُ : الوقتُ الذي يَشتدُّ فيه البَرْدُ.
هزأ [هزأ]:
هزِأَ مِنْهُ و هَزَأَ بِهِ، كمَنَعَ و سَمِعيَتَعَدَّى بِمِنْ تارةً و بالباءِ أُخرَى، نقله الجوهريُّ عن الأَخفش، يَهْزَأُ هُزْءاً بالضم و هُزُؤاً بضمتين و هُزُوءاً [8] بالضم و المدّ و مَهْزُأَةً على مَفْعُلَة بضم العين [9] أَي سَخِرَمنه كَتَهَزَّأَ و اسْتَهْزَأَ به، و قوله تعالى إِنَّمََا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ . `اَللََّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ[10] قال الزجَّاجُ: القِرَاءَةُ الجيِّدُة عَلَى التحقيق، فإِذا خَفَّفْتَ الهمزةَ
[7] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله إذا جلفت في الصحاح، و الجالفة السنة التي تذهب بأموال الناس و قال في مادة ك ح ل يقال للسنة المجدبة كحل و هي معرفة لا تدخلها الألف و اللام تجري و لا تجري، يقال كحلتهم السنون أي أصابتهم. و قال الأموي: كحل السماء أنظر بقية عبارته اهـ».