responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الأفكار في الأصول المؤلف : العراقي، آقا ضياء الدين    الجزء : 1  صفحة : 176

و لكن لا يحتاج مثل هذا الحمل الى اعتبار المصدر لا بشرط بل اعتباره كذلك لو كان مؤثرا في معناه يوجب انتفاء الفائدة اعني بها المبالغة المترتبة على حمله بما هو مصدر غير صالح للحمل و السر في جميع ذلك هو ان المصدر و اسمه يدلان على نفس ماهية العرض اعنى به الحدث و بما ان وجود العرض غير وجود المعروض اعنى الجوهر لذا سمي الأول بالوجود الرابطي و الثاني بالوجود النفسي امتنع حمل احدهما على الآخر لانتفاء ملاك الحمل اعني به الاتحاد في الوجود

الامر الثالث [فى نقل كلام السيد شريف‌]

قد برهن السيد شريف على امتناع اخذ الذات في مفهوم المشتق بما حاصله ان الذات المدعى اخذها في مفهوم المشتق اما ان يكون مفهومها المساوق لمفهوم الشي‌ء فيلزم دخول العرض العام في الفصل و اما ان يكون هو ما صدق عليه مفهوم الذات فينقلب مادة الامكان الخاص الى الضرورة بداهة ان ما صدق عليه مفهوم الذات او الشي‌ء في مثل قولنا الانسان ناطق او ضاحك هو الانسان و ثبوت الشي‌ء لنفسه ضروري «و قد اجيب عن الشق الاول» بوجوه «الاول» ان الناطق المعبر فصلا مقوما لماهية الانسان انما اعتبر كذلك في حال تجريده عن معناه اللغوي فلا منافاة بين اخذ مفهوم الذات فيه بحسب اللغة و تجريده عنه بحسب الاصطلاح «و فيه» ان المجعول فصلا في الفن هو الناطق بما له من المعنى بحسب الوجدان بحيث لا يكاد يشك ذو الوجدان ان لفظ ناطق بما له من المعنى بحسب وضعه قد جعل معرفا للانسان لا بالتأويل و التجوز مضافا الى ان هذا التكلف لا يجدي في تصحيح جعل الناطق فصلا مقوما لماهية الانسان لان مفهوم ناطق و ان قلنا بتجرده عن مفهوم الذات او الشي‌ء لا يصلح جعله فصلا للانسان اذ ان مادة هذا المشتق سواء اريد بها النطق اللساني ام ادراك المعاني لا يمكن ان يكون مدلولها فصلا لماهية الانسان لان كلا المعنيين المزبورين من العرض و عليه لا بد من التصرف في معنى المادة ايضا «الوجه الثاني» ان الناطق ليس فصلا حقيقيا للانسان بل هو لازم الفصل و قد جعل مكانه لتعذر معرفته غالبا فلا يلزم من اخذ مفهوم الذات او الشي‌ء فيه الا اخذ العرض في الخاصة لا فى الفصل و قد نظر فيه بعض المحققين بان النطق بمعنى التكلم او ادراك الكليات و ان كان من عوارض الانسان إلّا انه بمعنى صاحب النفس الناطقة يكون فصلا حقيقيا فيلزم من اخذ مفهوم الذات او الشي‌ء فيه اخذ

اسم الکتاب : بدائع الأفكار في الأصول المؤلف : العراقي، آقا ضياء الدين    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست