responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 224

الشي‌ء، فلو كان هذا المفهوم جنسا عاليا للزم أن لا تكون هذه المقولات أجناسا عالية، بل تكون راجعة إلى جنس أعلى منها و هو مفهوم الشي‌ء، مع أنه برهن في محله من الحكمة. أن المقولات العشرة هي أجناس عالية.

و لكن هذا الاعتراض لا ينبغي أن يقال للميرزا، لأنه حوالة على الحكمة المطلوب منها أن تبرهن على أن المقولات العشرة، أجناس عالية، و هذا المطلب لم يتحصل في الحكمة أصلا، و أنه يستحيل أن يكون بعض هذه المقولات داخلا تحت جنس أعلى منها، كما اعترف بذلك صاحب الأسفار.

نعم حاول الحكماء أن يبرهنوا على أن مفهوم العرض، ليس جنسا عاليا للمقولات التسع العرضية، و أن مفهوم الوجود ليس جنسا عاليا، و لكن لم يقيموا برهانا على استحالة جنس أعلى من هذه المقولات العشرة، و غايته أنهم صنّفوا الممكنات بهذا النحو من التصنيف، و هذا التصنيف ترسّخ في أذهان الأصوليين فتوهموا أنه قد برهن في الحكمة أن هذه أجناس عالية، فهذا الكلام لا ينبغي أن يعترض به على الميرزا، و إنما الذي ينبغي الاعتراض به عليه، هو أن مفهوم الشي‌ء يستحيل أن يكون جنسا عاليا، ببرهان يخص مفهوم الشي‌ء، و حاصل هذا البرهان، هو أن مفهوم الشي‌ء لو كان جنسا عاليا، إذن لاحتاج في صيرورته نوعا إلى ضم فصل إليه، و هذا الفصل يستحيل أن لا يكون شيئا من الأشياء، لأنه مفهوم من المفاهيم، و كل مفهوم شي‌ء لا محالة، فلا بدّ و أن يكون هذا الفصل الذي ينضم إلى جنس الشي‌ء. هو أيضا شي‌ء. و مصداق للشي‌ء في نفسه، و هذا الشي‌ء الذي انطبق على الفصل إمّا أن يكون تمام حقيقة الفصل، أو جزء حقيقته، فإن كان تمام حقيقة الفصل إذن يلزم كون الفصل عين الجنس و هو مستحيل، لأن الجنس هو الشي‌ء، و الفصل تمام حقيقته هو الشي‌ء، و إن كان الشي‌ء جزء حقيقة الفصل فهو جنس الفصل، إذن فلا بدّ في الفصل نفسه من فصل ينضم إلى مفهوم الشي‌ء لكي يتحدد و يتنوع في نفسه، و فصل الفصل هذا، يستحيل أن لا يكون شيئا من الأشياء، فإن كان شيئا من الأشياء و ليست الشيئية تمام حقيقته بل هي جزء حقيقته. فلا بدّ من‌

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست