اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر الجزء : 3 صفحة : 221
إلى ضم أمر خارجي عن حقيقة الذات، من قبيل البياض في قولنا «زيد أبيض»، فإن البياض عرض حقيقي، يحتاج في «زيد» إلى ملاحظة أمر خارجي عن حقيقة زيد و هويته.
و من خلال نظرة دقيقة، نجد أنه لا إشكال في أن المبدأ الذي هو من القسم الأول، وجوده عين وجود الذات، لأن الإنسانية وجودها عين وجود «زيد»، و ليس للإنسانية وجودا مغايرا مع وجود زيد، كما أن المبدأ الذي هو من القسم الثاني باعتباره أمرا منتزعا عن الذات. بلا ملاحظة أمر خارجي، أيضا يكون وجوده بعين وجود منشأ انتزاعه، و هو الذات، و أمّا المصادر التي هي أمور عرضية كما هو الحال في القسم الثالث، فقد مرّ بك سابقا أنه لا برهان فلسفي على أن الأعراض الحقيقية فضلا عن غير الحقيقة مغايرة مع الذات، فلعلّ هذه الأعراض «كالعلم» و «البياض» موجودة بعين وجود الجوهر، لا بوجود زائد على وجوده، و على هذا، لا يحتاج في المقام إلى ضم مفهوم زائد لأجل تصحيح الحمل في تمام الأقسام الثلاثة، لأن ملاك الحمل، و هو الاتحاد متوفر في تمام هذه الأقسام، و لكن بيّنا سابقا أنه بحسب النظر الفطري و العرفي، لا إشكال في أن الأعراض الحقيقية من مبادئ القسم الثالث، «كالبياض و العلم»، تكون مغايرة وجودا مع وجود الذات، فالعرف يرى أن البياض له وجود و الأبيض له وجود آخر، و لهذا يحتاج لتصحيح حمل هذه الأعراض على الذات، إلى أخذ مفهوم شيء و نحو ذلك، فيقال «شيء له البياض»، لأن مفهوم الشيء في نفسه هو متحد مع الذات باعتباره ذاتيا في كتاب البرهان إذن ففي حمل الأعراض الحقيقية من قبيل البياض و العلم يحتاج إلى أخذ ما هو ذاتي في كتاب البرهان أو ذاتي في كتاب الكليات و هذا ما سمّاه الشريف بمفهوم الشيء أو مصداق الشيء فمفهوم الشيء يعني ما هو ذاتي في كتاب البرهان و مصداق الشيء يعني ما هو ذاتي في كتاب الكليات، إذن فلا بدّ من أخذه في تصحيح الحمل على مستوى اللغة و العرف، لأن اللغة و العرف.
مبنية على الإدراك الفطري للإنسان القاضي بالمغايرة وجودا بين العرض الحقيقي و موضوعه، و مع المغايرة لا بدّ من تطعيمه بمفهوم ذاتي، إمّا في
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر الجزء : 3 صفحة : 221