responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 213

بالمبدإ، هو مدلول المشتق، و يصح حمله على الذات، و لكن ما هو ملاك صحة هذا الحمل؟.

فإمّا أن يقال، بأن العنوان البسيط متحد وجودا مع الذات لأنه أمر انتزاعي، و الأمور الانتزاعية متحدة وجودا مع مناشئ انتزاعها، فصحّ حمله بملاك الاتحاد.

و إمّا أن يقال، بأن الأمور الانتزاعية مغايرة وجودا مع مناشئ انتزاعها.

فعلى الأول، يلزم صحة حمل المبادئ الانتزاعية للمشتقات على الذات، فيقال مثلا، الإنسان إمكان، و الأربعة زوجية باعتبار أن الإمكان منتزع من الإنسان، و الزوجية منتزعة من الأربعة، مع أنه لا إشكال في عدم صحة حملها على الذات.

و على الثاني فإن قلتم بأن الزوجية و الإمكان و الأمور الانتزاعية مغايرة وجودا مع مناشئ انتزاعها إذن فكيف أن هذا العنوان البسيط المنتزع عن الذات كان غير آب عن الحمل على الذات!، إذن فلا بدّ من إبراز ملاك للحمل. يتعقّل بموجبه حمل هذا العنوان البسيط، و لا يتعقّل حمل سائر المبادئ الانتزاعية للمصادر، و لا يكفي دعوى أن المشتق سنخ مفهوم بذاته، يقبل الحمل لأنه عنوان بسيط انتزاعي، و إلّا لصحّ حمل المبادئ الانتزاعية أيضا كالإمكان و الزوجية على مناشئ انتزاعها، مع أنه لا يصح حملها بلا إشكال، فلا بدّ من بيان نكتة تقتضي صحة حمل المشتق على الإطلاق، و عدم صحة حمل المصدر على الإطلاق، سواء كان المصدر عرضا حقيقيا كالبياض، أو أمرا انتزاعيا كالإمكان.

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست