responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 211

الثلاثي في قبال من قال، بأن مدلوله عنوان انتزاعي مركب، و بهذا يظهر أن مدلول المصدر بذاته بشرط لا، لأن مدلوله و هو الحدث مغاير مفهوما و وجودا مع الذات، و لهذا فهو بطبعه لا يقبل الحمل على الذات، فلا يقال «زيد علم»، و هذا هو معنى أخذه بشرط لا.

و أمّا المشتق، بعد أن كان مدلوله عنوانا بسيطا منتزعا عن الذات بلحاظ تلبسها بالمبدإ، إذن فهو بطبعه لا يأبى عن الحمل على الذات، لأنه متحد مع الذات اتحاد العنوان الانتزاعي مع منشأ انتزاعه وجودا، باعتبار أن هذا العنوان موجود بعين وجود منشأ انتزاعه، إذن فالمشتق مغاير مفهوما مع المبدأ، و لا يأبى بطبعه عن الحمل، و هذا هو معنى أخذه لا بشرط.

و هذا التفسير فيه نظر:

أولا: إن هذا التفسير يفترض وراء المركّب الثلاثي من- «زيد و العلم و النسبة بينهما»- عنوانا بسيطا منتزعا عن زيد بلحاظ علمه، و هذا العنوان البسيط هو مدلول كلمة عالم، و هذا المطلب لا يمكن تعقله، فبقطع النظر عن باب الألفاظ مع التوجه إلى ذوات المعاني، لا يوجد في الذهن إلّا صورة للذات و الحدث و النسبة، يعني صورة ذات لها العلم، و لا يوجد في الذهن معنى ينتزع في طول هذه الصورة بحيث تكون نسبته إلى الذات المتلبسة بالمبدإ، نسبة العنوان الانتزاعي إلى منشأ انتزاعه، فتوهم انتزاع عنوان بسيط في طول المركّب الثلاثي، غير متعقل، بقطع النظر عن الألفاظ مع التوجه إلى المعاني، فلا يوجد إلّا هذا المركب الثلاثي.

و حينئذ، إمّا أن يقال بأن المشتق موضوع لهذا المركب الثلاثي، و صاحب الكفاية لا يقول بذلك، و إمّا أن يقال بأن المشتق موضوع لمفهوم بسيط منتزع من هذا المركب و في طوله، إذن فهذا المفهوم غير موجود.

و برهان ذلك هو: أنه لو كان قيام المبدأ بالذات يوجب دائما انتزاع عنوان بسيط من الذات في حال تلبسها بالمبدإ للزم التسلسل في الأمور

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست