responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 187

[القول الاول‌] الدعوى السلبية

و هذه الدعوى استدل عليها في كلمات الدواني و النائيني بعدة وجوه.

الوجه الأول:

و هذا الوجه ذكره المحقق الدواني، و مضمونه، أنه لو فرض أن رأينا شبحا أبيضا فالمحسوس بالذات بحسب الحقيقة إنما هو نفس «البياض» لا الذات التي هي محط البياض، لأن المدرك بالحس البصري إنما هو اللون و الضوء، و أمّا ما وراءهما فإنما يدرك بتوسطهما، إذن فما ندركه حقيقة من الجدار الأبيض إنما هو «البياض» لا الذات التي لبست هذا البياض، و حينئذ، لو لم يقم برهان على عرضيّة هذا البياض و أنه يحتاج إلى ذات، و كان يحتمل كونه قائما بذاته بدون حاجة إلى حائط من ورائه يتصف بالبياض، ففي مثل هذه الحالة لا إشكال بأن العرف يصفه بأنه «أبيض»، و هذا دليل على أن مفهوم «أبيض» لم تؤخذ فيه النسبة إذ لو كان مأخوذا فيه النسبة و الذات مضافا إلى أخذ ذات الحدث، إذن لما أمكن أن نصف هذا بأنه أبيض إلّا بعد أن يقوم برهان على أن هذا البياض عرض و له نسبة إلى موضوعه و أنه قائم بذات من ورائه، إذن فنفس صحة توصيفه بأنه «أبيض» قبل أن تتبين جنبته العرضية فيه، دليل على عدم أخذ النسبة و عدم أخذ الذات في مدلول أبيض.

و هذا البيان بلا موجب، إذ يمكن توسيع هذا الاستدلال بأن يقال، بأنه‌

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست