responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 158

الذي انقضى عنه المبدأ، هل يطلق عليه أنه عالم الآن أو لا؟. فإذا صح قولنا «زيد ليس بعالم الآن» فيتعين القول بالوضع لخصوص المتلبس، و أمّا إذا كان الاستدلال على الوضع لخصوص المتلبس بجملة «زيد ليس بعالم بالعلم الموجود الآن» فقد يكون صحيحا، لأن هذا ممّا يعترف به الأعمي، لأنه لا يقول بأنه عالم بعلم فعلي الآن، بل يقول أنه كان عالما، و بهذا اللحاظ يصح إطلاق لفظ العالم عليه الآن حقيقة، فصحة قولنا «زيد ليس بعالم بعلم فعلي الآن» لا تضر الأعمي.

إلّا أن أصل هذا الاستدلال غير صحيح، لأن صحة السلب ليس من علامات المجاز، و قد مرّ بك أن صحة الحمل و صحة السلب من نتائج العلم بالمعنى الموضوع له اللفظ، و لا تصلح دليلا على الوضع، نعم هي صالحة للمنبهيّة على المعنى حين الغفلة عنه.

الوجه الرابع:

ما ذكره المحقق النائيني‌ [1] (قده) و هذا الوجه مركب من أمرين.

الأمر الأول: هو دعوى قيام البرهان على بساطة المفاهيم الاشتقاقية، و أن مفهوم «عالم و ضارب» و غيرها هو نفس مفهوم المبدأ، غايته أن المبدأ لوحظ في جانب المشتق لا بشرط، و بذلك صحّ حمله على الذات، بينما لوحظ حمله في المصادر بشرط لا، و لهذا امتنع حمله على الذات، فيقال بأن البرهان قائم على أن الأوصاف الاشتقاقية بسيطة و لا تختلف عن المصدر إلّا من حيث اللابشرطية و البشرطلائية.

الأمر الثاني: أنه بناء على بساطة المفهوم الاشتقاقي لا يعقل الوضع للأعم، إذ لا يتصور جامع أعمي بناء على البساطة. و بهذين الأمرين يتبين أن المشتق موضوع لخصوص المتلبس.


[1] فوائد الأصول/ الكاظمي: ج 1 ص 61- 62.

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست