اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر الجزء : 3 صفحة : 127
المقدمة الثالثة في تصوير الجامع
و الكلام في هذه المقدمة، يدور حول تصوير الجامع على القولين، مقدمة للبحث عمّا وضع اللفظ له، فعلى المتلبسي، لا بد من تعقل جامع، يجمع الأفراد المتلبسة و لا يقبل الانطباق على فرد انقضى عنه المبدأ، و على الأعمي يكون الجامع قابلا للانطباق على المتلبس و المنقضي عنه المبدأ انطباقا حقيقيا، إذن لا بد من تصوير جامع على القولين بحيث يكون المشتق موضوعا لذلك الجامع.
أمّا الجامع على المتلبسي فلا إشكال في تعقله و تصويره، لأن مفهوم الذات التي لها التلبس بالعلم ينطبق على المتلبس و لا ينطبق على من انقضى عنه المبدأ، و لا فرق في ذلك بين القول بأن المشتق مفهوم تركيبي أو مفهوم بسيط، فبناء على التركيب حيث أن مفهوم المشتق مركب من ذات و نسبة و مبدأ، فالجامع هو عبارة عن ذات لها التلبس بالعلم، فإن هذا المفهوم ينطبق على المتلبس بالفعل و لا ينطبق على من انقضى عنه المبدأ، و بناء على البساطة فإن مفهوم عالم هو نفس المبدأ و نفس الحدث، أخذ لا بشرط من حيث الحمل، و لهذا يصح حمله على الذات، فيكون العلم محفوظا في تمام موارد التلبس و ليس محفوظا في المقضي عنه المبدأ.
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر الجزء : 3 صفحة : 127