responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 121

على جزء من هذا الجسم الخشبي لا يتصف الجسم بتمامه بأنه أحمر، فكذلك العامود الزماني الطويل حاله حال الجسم، فلا يتصف بتمامه بالمقتلية، و إنما الذي يتصف بالمقتلية ذلك الجزء و تلك اللحظة التي وقع فيها الحدث، و تلك اللحظة قد زالت و انقضت بعد زوال المبدأ.

و لكن هذا الاعتراض غير صحيح، للفرق بين الواحد المتصل العرضي الأجزاء و الواحد المتصل التدريجي الأجزاء، فإن الواحد المتصل إذا كان عرضي الأجزاء كالجسم مثلا، فحمرة الجزء لا تكون حمرة لذلك الواحد الاتصالي، لأن وجود الجزء ليس هو تمام وجود الواحد الاتصالي، بل هو جزء وجوده، فتكون نسبة الحمرة إلى المركب مجازية، و أمّا الواحد الاتصالي التدريجي من قبيل عامود الزمان، فتمام وجوده في تلك اللحظة هو ذلك الجزء، فدائما وجوده بوجود جزئه، فإذا اتصف هذا الجزء الزماني بالمقتلية فقد اتصف ذلك العامود الزماني بالمقتلية أيضا لأن وجوده بتمامه في هذه الحال هو وجود هذا الجزء، و على هذا، فكلام المحقق العراقي يبقى على وجاهته من أن الزمان واحد بالزمان فيكون باقيا حتى بعد انقضاء المبدأ.

و قد يعترض هذا الكلام شبهة، و هي أنه يلزم القائل بالأعم، الالتزام بصحة إطلاق اسم الزمان على الزمان إلى ما لا نهاية، فيصح أن تقول، الآن هو مقتل زكريا (ع)، لأن اللحظة التي قتل فيها هي متصلة بما بعدها و هكذا، فعامود زماني واحد، فالذات لم تنقض بعد بل هي محفوظة، و لكن المبدأ انقضى و هو قتله، فهل يلتزم أحد بصحة إطلاق مقتله على الزمان الحاضر!.

و جواب ذلك، أن المناط في بقاء الذات هو النظر العرفي لا النظر الفلسفي، و العرف يقطّع عامود الزمان إلى أشهر و أيام و سنين، و يرى أن كل قطعة قطعة لها شخصية و ذاتية مستقلة عن ذاتية القطعة الأخرى، فبعد فرض مرور يوم على مقتل زكريا، يرى العرف بأن تلك القطعة قد انقضت و زالت الذات، إذن فيوم مقتله ما دام موجودا فالذات موجودة، و إن انقضى القتل كما لو كان القتل في الساعة الأولى، و إذا انقضى يوم مقتله فالعرف يرى أنها ذات‌

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 3  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست