responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 2  صفحة : 21

و من الواضح أن الطفل في بداية عمره إذا سمع اللفظ مستعملا في معنى معين مرارا متعددة، سوف ينتقل إلى ذهنه المعنى من اللفظ.

حينئذ نسأل أصحاب التعهد، بأن الطفل إذا سمع أمه مائة مرة أو أكثر أو أقل تقول: حليب، و تريد هذا المعنى، فانتقل ذهنه إلى هذا المعنى، هل أن الطفل استكشف بعد هذه الاستعمالات، تعهدا من قبل أمه، بأن لا تأتي بلفظة (حليب) إلّا إذا قصدت المعنى الفلاني، و استنتج من تعهد أمه هذا وجود ملازمة ما بين الشرط و الجزاء في هذه القضية الشرطية، و أخذ يستدلّ على وجود أحد الطرفين بوجود الطرف الآخر؟.

أو إنه ابتداء، بمجرد أن أصبح ذهنه مأنوسا بكثرة الاستعمال بلا أن يعرف الوضع، أو التعهد، أو الملازمة، أصبح ذهنه ينتقل من اللفظ إلى المعنى؟.

فإن قالوا: بأن الطفل استكشف تعهدا من الأم، و استنتج من ذلك الملازمة.

قلنا: هذا بديهي البطلان بالنسبة إلى الطفل، لأنّ الطفل لا يمكنه أن يستنتج هذه الاستنتاجات الاستدلالية في المقام، و إلّا كان عالما.

و إن قالوا: بأن الطفل ينتقل ذهنه مباشرة إلى المعنى بمجرد أن يحصل أنس في ذهنه من سماع اللفظ مرات عديدة، من دون أن يكون مطّلعا على الملازمة بين اللفظ و المعنى، و على تعهد الأم على أن لا تأتي باللفظ إلّا إذا قصدت تفهيم المعنى.

قلنا: إذن فيثبت بذلك أن انتقال ذهن السامع من اللفظ إلى المعنى، له نكتة محفوظة، بقطع النظر عن العلم بالتعهد و العلم بالملازمة.

أمّا ما هي هذه النكتة؟ فيأتي بحثها في آخر المسألة. هذا خلاصة الكلمة الثانية.

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 2  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست