responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 2  صفحة : 20

الاستدلال بأحد المتلازمين على الملازم الآخر.

و لم يستنتج استنتاجا أرسطيا بأن قال: ما دامت أمي تعهدت بأنها لا تأتي بكلمة (ماء) إلّا إذا أرادت المعنى الفلاني، و ما دامت أمي عاقلة، و الأصل في العاقل أن يفي بتعهداته، و ما دامت قد قالت كلمة (ماء)، فلا بدّ أن تكون قد قصدت هذا المعنى.

و هذا الاستدلال كيف يمر على ذهن طفل! بل إن هذا لا يمر على ذهن الكبير، فضلا عن الطفل.

إذن فبوجدان هذا الطفل يعرف: أن عملية فهم المعنى من اللفظ، له سنخ ملاك سابق على الاستدلالات المنطقية، و هذا الملاك السابق على الاستدلالات المنطقية، لعلّه وحده كاف في تصوير الوضع بلا حاجة إلى الالتزام بهذا التعهد، فما دام بنحو الإجمال، و بنحو البرهان الإنّي، نعرف إجمالا أنّ هناك ملاكا لانتقال من اللفظ إلى المعنى، قبل أي استدلال أرسطي، ببرهان أن الطفل يفهم المعنى.

إذن فلعلّ تلك النكتة التي هي ملاك الانتقال قبل كل استدلال برهاني، لعلّها هي الوضع، فلا بد من الكشف عن هذه النكتة، و إجلاء هذا الملاك لنرى هل تكفي هذه النكتة أو لا تكفي؟ و سوف يتضح أنها وحدها كافية.

و بشكل آخر لكلمتنا الثانية نقول: إنّ القائلين بالتعهد يحاولون أن يفسروا انتقال ذهن السامع من اللفظ إلى المعنى، بأنه مبني على أن السامع يعلم بتعهد الواضع المتكلم، و هو أن يأتي باللفظ متى ما قصد تفهيم المعنى، فهو تعهد بقضية شرطية؛ و بسبب هذا يعلم السامع بأنه وجدت ملازمة ببركة هذه القضية الشرطية بين شرطها و جزائها، فحينئذ إذا وجد أحد طرفي القضية الشرطية، انتقل الذهن إلى الطرف الآخر، فيكون انتقال ذهن السامع من اللفظ إلى المعنى بسبب اعتقاده بالملازمة بين الشرط و الجزاء في القضية الشرطية الناشئ من علمه بالتعهد من قبل المتكلم.

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 2  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست