responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 1  صفحة : 77

الحمل. فمن الواضح أن الأنحاء الثلاثة الأخيرة ليس فيها عروض حقيقة، و إنما العروض للواسطة، لا لذي الواسطة.

و من الواضح أيضا أنّ في الأنحاء الثلاثة الأولى عروضا حقيقيا،. فهذه الثلاثة تكون أعراضا ذاتية، لأن العروض فيها إما ذاتي، أو لازم، أو بواسطة تعليلية.

و يبقى الكلام في النحو الرابع فإن قلنا بكفاية العروض الضمني في الذاتية أدرجناه مع الثلاثة الأولى، فتكون الأنحاء الأربعة الأولى أعراضا ذاتية، و إن قلنا بتقوّم الذاتية بالعروض الاستقلالي فقط، أدرجنا النحو الرابع مع الأنحاء الثلاثة الأخيرة، فتكون الأنحاء الثلاثة الأولى فقط أعراضا ذاتية.

ثم استظهر المحقق العراقي‌ [1] أن المناط في الذاتية ليس هو الحمل، بل هو العروض. و ليس هو مطلق العروض، بل العروض الاستقلالي، استظهر هذا من كلمات الحكماء، و ذلك لأنه لو كان مناط الذاتية هو مطلق العروض، و لو ضمنيا، أو كان مناط الذاتية أوسع من ذلك، و هو أن يكون الحمل حقيقيا، إذن للزم أن تكون العوارض الذاتية للنوع عوارض ذاتية للجنس. فالعوارض الذاتية للنوع هذه لها عروض ضمني للجنس، لأن الجنس جزء من النوع، و يكون حملها على الجنس أيضا حملا حقيقيا بلا عناية. فلو بنينا على أن المناط في الذاتية هو مطلق العروض و لو ضمنا، فضلا عن البناء على أنّ المناط هو الحمل الذي هو أوسع من العروض، للزم من ذلك أن تكون عوارض النوع ذاتية بالنسبة إلى الجنس. و هذا يقتضي أن يكون العلم الذي يبحث عن الجنس يبحث عن عوارض النوع أيضا، فمثلا: علم الحيوان يجب أن يبحث عن عوارض الإنسان أيضا، و علم الطبيعي الذي موضوعه الجسم، يجب أن يبحث عن عوارض علم الطب أيضا، لأنها عوارض للجسم المخصوص بالمزاج المخصوص مع أنه ذكر [2] عن المحقق الطوسي في (شرح الإشارات) أنه قال:


[1] بدائع الأفكار: ج 1 ص 13.

[2] بدائع الأفكار: ج 1 ص 11.

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست