اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر الجزء : 1 صفحة : 72
و الفلاسفة حينما قالوا: إنّ لكل علم موضوعا، لم يريدوا أكثر ممّا ذكرناه، و هذا الشيخ الرئيس يقول في كتابه (منطق الشفاء في المقالة الثانية من باب البرهان)، بأنه: تارة يكون للعلم موضوع واحد كعلم الحساب الذي موضوعه العدد، و أخرى يكون له موضوعات متعددة. و هذه الموضوعات المتعددة، تارة يجمعها جنس واحد، و أخرى لا يجمعها جنس واحد، و على الثاني تارة تجمعها مناسبة واحدة، و أخرى لا تجمعها مناسبة واحدة.
و مثال ما يجمعها جنس واحد: الخط، و السطح، و الجسم، فإنه يجمعها المقدار.
و مثال ما لا يجمعها جنس واحد، و لكن تجمعها مناسبة واحدة: النقطة، و الخط، و السطح، و الجسم، فإن النقطة ليست مقدارا، و لكن يصح أن تجعل هذه الأربعة موضوعا لعلم واحد باعتبار أن نسبة النقطة إلى الخط هي نسبة الخط إلى السطح، و نسبة الخط إلى السطح نسبة السطح إلى الجسم.
و من هنا نلاحظ أن الفلاسفة حينما أسسوا هذه القاعدة، و هي: إن لكل علم موضوعا، لم يريدوا ما وقع في خيال الأصوليين، و اضطرهم إلى الإشكال و الجواب، و إقامة البراهين على الاستحالة و النفي، و إنما كان مرادهم شيئا يكفي مجرد تصوره للتصديق به، و هو أنه لا بد لكل علم ما دام علما واحدا من محور، و هذا المحور إما أن يكون منتزعا بلحاظ موضوعات مسائل ذلك العلم، أو بلحاظ محمولات مسائله، أو بلحاظ الغرض من هذه المسائل، و هذا المحور هو موضوع العلم.
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر الجزء : 1 صفحة : 72