responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 1  صفحة : 6

شخصيتها و هويتها، ثم هو يتحرك على مستوى الترجمة لمضمون هذه الأطروحة، و قيادة أمته بهذا الاتجاه للوصول بها إلى أهدافها، و بهذا النموذج تبرز ظاهرة المفكر البطل القائد، بوضوح و قوة.

لقد كان السيد الشهيد، محمد باقر الصدر، (رضوان اللّه عليه)، مصداقا و ترجمة حيّة لظاهرة، المفكر القائد البطل، و ما انفكّ يتحرك على مستوى هذه الظاهرة، حتى توّج حياته بالشهادة في سبيل اللّه تعالى، كما كان الشهيد السيد الصدر علما في الفكر الإسلامي و الإنساني، قلّما يجود الزمان بمثله.

و إذا كان لم يتيسر للأمة الإسلامية بعد أن تفهم قيمة هذا الرجل العملاق في فكره و عطائه و خصبه، لظروف ذاتية و موضوعية، فإنّ السيد الشهيد الصدر، (قدّس سرّه)، سيتحول في المستقبل من أيام أمتنا الإسلامية، و على امتداد الوطن الإسلامي الكبير، إلى (قضية) من قضاياها الكبرى، و مصدر كما كان، تنهل منه الأجيال، و يستلهم منه مفكرو الأمة و أبطالها، الأصالة و الوضوح، و الثبات و الشموخ.

و إذا كانت شهادة محمد باقر الصدر (قده) و مظلوميته، و ما لاقى من العنت في سبيل اللّه تعالى، ستعجل في تحويله إلى قضية إسلامية، فإنّ محمد باقر الصدر (قده) سيتحول إلى ثأر تاريخي، تماما كما تحول جده الحسين سبط رسول اللّه (ص) في بداية تاريخ التجربة الإسلامية.

و يبدو أنّ توابي هذا العصر سيحملون راية المختار الثقفي، كي لا تتكرر سلبيات (عين الوردة) من جديد، و لكي لا يكون الزحف من أجل التكفير عن ذنب يؤنب ضمائرهم فقط، و إنما سيكون الزحف هذه المرة من أجل تحقيق أهداف السيد الشهيد الصدر (قده) في إعادة الأمة إلى أصالتها، و تحقيق هويتها الربانية و الإنسانية، و إرساء بنائها الشامخ، لتكون بالتالي كما أرادها اللّه تعالى، أمة وسطا، و شهيدة على الإنسانية، وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً.

هذا مع يقين توّابي هذا العصر، بأن قضية الشهيد الصدر قد أضافت إلى قضيتهم الكبرى قضية، و أضافت إلى إصرارهم إصرارا و قوة، و هم واثقون بأن‌

اسم الکتاب : بحوث في علم الأصول المؤلف : الشيخ حسن عبد الساتر    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست