اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 62
و من المؤسف انه عند ما يريدون تنزيه شخص أو جماعة يخلقون أفضل المبررات في نظرهم، و يعتذرون عنهم بأحسن الأعذار. من ذلك ابتدع معاوية فرقة القصاصين الذين يشيدون بمآثره، و يعيبون على عليّ و أنصاره. ثم اخترع فرقة المرجئة الذين يرجئون معايب و نقائص الخليفة إلى يوم الحساب، و يعفى من محاسبة الجماعة له إن ظلم أو أخطأ. كما نسب إلى الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و إلى اللّه سبحانه و تعالى ما لم ينزل به سلطان. كل ذلك من أجل تصحيح عمل قام به السلف، أو من أجل مصالح دنيوية ضيّقة، و قد نسوا أو تناسوا قول اللّه تعالى:
و لو أنصف الناس الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) لاكتفوا بنص الغدير وحده دون غيره من النصوص الكثيرة، فقد شهد بيعة يوم الغدير جل المسلمين، و شاهدوا المراسيم التي اجراها الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في ذلك اليوم التاريخي و من العجيب كيف نسيت الأمة بعد وفاة الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) ذلك اليوم، هذا و العهد قريب، و الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بعد لم يدفن و الشهود الكثر حضور. و لا أريد أن أخوض في هذا الحديث المؤلم الذي دب الاختلاف بين المسلمين و فرّقهم فرقا و شيعا.
و لا يخفى على كل ذي بصر ان الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وحده المنصوص عليه بالخلافة من قبل الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، و كذلك أولاده عليهم الصلاة و السلام [2].
و قد التزم الأئمة (عليهم السّلام) في نص بعضهم على بعض، السابق منهم على اللاحق، و الوالد على ولده، إقامة للحجة، و إعذارا للأمة. و هنا أحد النصوص الكثيرة في حق الامام موسى الكاظم (عليه السّلام) من قبل أبيه الصادق (عليه السّلام):
قال محمد بن الوليد: سمعت علي بن جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد (عليهما السّلام) يقول لجماعة من خاصته و أصحابه: