اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 60
و الدعاء راحة للنفس فيه اعتزاز و كبرياء و اخلاص، لأن الداعي يدعو ربّ العالمين، و فاطر السماوات و الأرض و رب العرش العظيم و هل أعظم و أرفع و أفضل و أنبل من اللّه عزّ و جلّ، الرحمن الرحيم، الذي يقول للشيء كن فيكون.؟!
أ لم يخلق الإنسان بأحسن تقويم، و خلق له جميع ما في الدنيا من الطيّبات الا يحق له أن يسبّحه في كل أوان، و يدعوه عند اشتداد البلايا و الأحزان؟
فالدعاء يصبح ذوب أنفاس أفعمت بحب الخالق، و فيض أرواح تقطّعت في سبيل العشق الالهي، و هو ابتهالات تأخذ بمجامع القلوب و نبضات الجوارح، و إطلالة شوق إلى عالم القدسية و الطهارة.
و الدعاء هو الذي ينمي في روح الإنسان الصلة الروحية باللّه حيث يشعر الداعي بان اللّه عز و جل قريب منه و قريب من آلامه، و حلال لمشاكله، و ملبّي حاجاته، فيدعو ربّه ليفتح عليه أبواب رحمته، و ليخفف عنه ما ثقل عليه من ذلك، و يقضي له ما صعب حله، و بعدها يأتيه الفرج، و يدخل إلى قلبه الفرح.
يقول الإمام الكاظم: «... يا رحيما بكل مسترحم، و يا رءوفا بكل مسكين، و يا أقرب من دعي و أسرعه إجابة، و يا مفرّجا عن كل ملهوف، و يا خير من طلب منه الخير و أسرعه عطاء و نجاحا، و أحسنه عطفا و تفضّلا» و الدعاء هو الفناء في اللّه جل و علا حيث تعقبه حياة أبدية، و الرحيل إليه بشوق يبعث حرارة الشعور و صدق العاطفة، و نبل الأحاسيس، و شفافية الروح إلى من إليه ترجع الأمور.
و الدعاء أيضا هو نموذج لنقاء السريرة، و إخلاص القلوب، و صفاء الرؤى، يقول الإمام الكاظم:
«السر عندك علانية، و الغيب عندك شهادة، تعلم و هم القلوب، و رجم الغيوب، و رجع الألسن، و خائنة الأعين، و ما تخفي الصدور و أنت رجاؤنا عند كل شدة، و غياثنا عند كل محل، و سيّدنا في كل كريهة، و ناصرنا عند كل ظلم، و قوّتنا عند كل ضعف، و بلاغنا في كل عجز؛ كم من كريهة و شدة ضعفت فيها القوّة،
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 60