اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 38
بتدمر فرأى جدارا قد كتبت عليه هذه الأبيات:
أنا ابن منى و المشعرين و زمزم* * * و مكة و البيت العتيق المعظم
و جدّي النبي المصطفى و أبي الذي* * * ولايته فرض على كل مسلم
و أمي البتول المستضاء بنورها* * * إذا ما عددناها عديلة مريم
و سبطا رسول اللّه عمي و والدي* * * و أولاده الأطهار تسعة أنجم
متى تتعلق منهم بحبل ولاية* * * تفز يوم يجزى الفائزون و تنعم
أئمة هذا الخلق بعد نبيهم* * * فإن كنت لم تعلم بذلك فاعلم
أنا العلوي الفاطمي الذي ارتمى* * * به الخوف و الأيام بالمرء ترتمي
فالمحت بالدار التي أنا كاتب* * * عليها بشعري فاقرأ إن شئت و المم
و سلم لأمر اللّه في كل حالة* * * فليس أخو الإسلام من لم يسلم
قال ذو النون فعلمت انه علوي قد تخفى عن السلطة في خلافة هارون، و احتمل المجلسي ان تكون هذه الأبيات للإمام الكاظم (عليه السّلام) ذهب إلى ذلك المكان و كتبها لإتمام الحجة على أعدائه [1].
و ما نراه ان الإمام (عليه السّلام) لم يتخف و لم يتهرّب من السلطة في يوم من الأيام بل كان في يثرب مقيما ينكر على هارون و على غيره من ملوك عصره بكل جرأة و إقدام، و هذا الذي أوصل به الى السجن.
ما قاله العلماء و العظماء في فضائله
أجمع المسلمون على اختلاف مذاهبهم على أفضلية أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة و أزكى السلام، و أعلميتهم، و رفعة منزلتهم، و سموّ مقامهم و قرب مكانتهم من الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) كما تنافسوا في ذكر الكتابة عنهم و بيان سيرهم، و ذكر أحاديث الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فيهم.
و لا غرو في ذلك بعد أن قرنهم الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بالقرآن الكريم- كما في حديث الثقلين- و وصفهم بسفينة نوح التي من ركبها نجا، و من تخلّف عنها غرق