لم تخل أفعالنا التي نذم بها* * * احدى ثلاث حين نبديها
إما تفرّد بارينا بصنعتها* * * فيسقط اللوم عنا حين نأتيها
أو كان يشركنا فيها فيلحقه* * * ما كان يلحقنا من لائم فيها
أو لم يكن لإلهي في جنايتها* * * ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها [2]
و قال (عليه السّلام) في اللجوء الى اللّه:
أنت ربي إذ ظمئت إلى الماء* * * و قوتي إذا أردت الطعاما [3]
و الإمام الكاظم لم يكن شاعرا محترفا بل كان نظمه للشعر قليلا جدا. ذكر الشيخ المفيد أبياتا له تلاها الإمام الرضا (عليه السّلام) على المأمون و نسبها (عليه السّلام) إلى أبيه:
كن للمكاره بالعزاء مدافعا* * * فلعل يوما لا ترى ما تكره
فلربما استتر الفتى فتنافست* * * فيه العيون و انه لمموه
و لربما ابتسم الوقور من الأذى* * * و ضميره من حره يتأوّه [4]
كان (عليه السّلام) يعلم كل شيء يدور حوله و لكن عيون المراقبين تترصده دائما فلم يكن له إلا أن يموه ما يقول حذرا فيبتسم من الأذى المحدق به و ضميره من حره يتأوه في صدره. و ذكر ذو النون المصري أنه اجتاز أثناء سياحته على قرية تسمى