responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 308

عاش معظم حياته لغيره، فكان أبرّ الناس بالناس، يعطف على الضعفاء، و يساعد الفقراء بصرره المعروفة باسمه، و أثلج قلوب المحتاجين بهباته الدائمة و عطاياه السخية ليخفف عنهم مرارة العيش و شقاء الحياة.

كان حليما، كريما، بارا، متسامحا، محبا، عالما، تقيا، ورعا، مجاهدا، فقالوا عند موته: مات أحلم الناس، و أكظمهم للغيظ، و قد طويت بموته صفحة بيضاء من أروع الصفحات في العقيدة الاسلامية.

أيها العلم المجاهد المكافح، أيها الإمام العظيم لقد تلحّفت بثوب الشهادة و مضيت إلى اللّه شهيدا سعيدا فهنيئا لك في مثواك الشريف الذي ما زال و سيبقى مزارا لكل المسلمين المؤمنين.

فأين قبر هارون الطاغية؟ الذي صبّ عليك جام غضبه و أذاقك ألوان الأذى و الإرهاق لقد اندثر كما اندثر غيره من قبور الطغاة الظالمين. وقفت في وجه هارون و كنت من أقوى خصومه تنعي عليه ظلمه و تندد بإسرافه و تبذيره أموال المسلمين على قصوره و خدامه و راقصاته و حيواناته ...

أيها الشهيد السعيد سجبت استبداد الظالمين و جورهم و فزت برضاء اللّه و لم تصانع و لم تخادع بل رفعت راية الحق التي رفعها قبلك أبوك و جدك، و هتفت بصوت العدل تريد الخير و السعادة لجميع المسلمين الأحرار. لقد فزت فوزا كبيرا و بقي اسمك عطرا على ألسن المسلمين المجاهدين قاطبة، و لقد خسر خصمك، و بطل سعيه، و أخمد ذكره و بات لعنة تلفظه الأفواه و لا يذكر إلا قرين الخيبة و الخسران.

أنت كوكب من كواكب الاسلام المشرقة و علم من أعلام الانسانية نقف عندك لنأخذ عبرة و نستلهم من مواقفك كل جوانب الخير و الحق.

لقد كنت على شفة الموت و جفن الحياة و بينهما مشرف الشهادة و هذه فوق الحياة و الموت لأنها عري الذات و امتشاق الإرادة للانهمار على بحر اللّه و الانذياع فيه بدون شراع. فسلام عليك يا بن رسول اللّه، يوم ولدت، و يوم استشهدت، و يوم تبعث حيا.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست