responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 306

ثمانين شخصا، كما حدث بذلك بعض شيوخ العامة يقول: احضرنا السندي، فلما حضرنا، انبرى إلينا فقال:

«انظروا الى هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فان الناس يزعمون أنه قد فعل به مكروه، و يكثرون من ذلك، و هذا منزله و فراشه موسع عليه غير مضيق، و لم يرد به أمير المؤمنين- يعني هارون- سوءا و انما ينتظره ان يقدم فيناظره، و ها هو ذا موسع عليه في جميع أموره» يقول ذلك الشيخ: و لم يكن لنا همّ سوى مشاهدة الامام و مقابلته فلما دنونا منه لم نر مثله قط في فضله و نسكه و تقواه فانبرى إلينا و قال لنا: «أما ما ذكر من التوسعة، و ما أشبه ذلك، فهو على ما ذكر، غير أني أخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم في تسع تمرات، و إني أصفر غدا و بعد غد أموت».

و لما سمع السندي ذلك انهارت أعصابه، و مشت الرعدة بأوصاله و اضطرب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة [1].

لقد أفسد عليه الامام (عليه السّلام) بشهادته هذه ما كان يرومه من الحصول على البراءة من المسئولية في قتله.

إلى جنّة المأوى:

في اليوم الثالث سرى السم في جميع أجزاء جسم الامام الطّاهر (عليه السّلام) فأخذ يعاني أشد الآلام و أقسى الأوجاع، و قد علم (عليه السّلام) أن لقاءه بربه أصبح قريبا فاستدعى السندي و طلب إليه أن يحضر مولى له ينزل عند دار العبّاس بن محمد في مشرعة القصب ليتولى غسله، و سأله السندي أن يأذن له في تكفينه فأبى (عليه السّلام) و قال:


[1] روضة الواعظين ص 185- 186 و عيون الأخبار، و الأمالي، و جاء في البحار ان الامام (عليه السّلام) التفت الى الشهود، فقال لهم: اشهدوا على أني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام، اشهدوا اني صحيح الظاهر لكني مسموم و سأحمر في هذا اليوم حمرة شديدة، و ابيضّ بعد غد، و أمضي الى رحمة اللّه و رضوانه» فمضى (عليه السّلام) كما قال: في آخر اليوم الثالث، و جاء في قرب الاسناد للحميري أنه (عليه السّلام) قال للشهود: إني سقيت السم في سبع تمرات.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست