اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 305
كيفية سمّه:
المشهور عند أكثر الرواة ان الرشيد عمد الى رطب فوضع فيه سما فاتكا و أمر السندي أن يقدمه الى الامام و يحتم عليه أن يتناول منه [1] و قيل ان الرشيد أوعز الى السندي في ذلك. فأخذ رطبا و وضع فيه السم و قدمه للإمام فأكل منه عشر رطبات، فقال له السندي: «زد على ذلك» فرمقه الامام بطرفه و قال له:
و لما تناول الامام (عليه السّلام) تلك الرطبات المسمومة تسمم بدنه، و أخذ يعاني آلاما مبرحة و أوجاعا قاسية، و أحاط به الأسى و الحزن، قد حفّت به الشرطة القساة، و لازمه الوغد الخبيث السندي بن شاهك فكان يسمعه في كل فترة أخشن الكلام و أغلظه، و منع عنه جميع الاسعافات ليعجل له النهاية المحتومة، لقد عانى الامام العظيم في تلك الفترة الرهيبة ما لم يعانه أي إنسان، فتكبيل بالقيود و أذى مرهق، و آلام السم قطعت أوصاله و أذابت قلبه، و الحزن الشديد الذي أثر فيه تأثيرا عميقا لانتهاك حرمته، و غربته عن أهله و عدم مشاهدة أعزائه و أحبائه، و قد أشرف على مفارقة هذه الدنيا.
رعب و خوف و اضطراب:
أقدم السندي الخبيث الذي باع ضميره للشيطان على ارتكاب الجريمة الخطيرة، فدبّ الرعب في قلبه و اضطراب اضطرابا شديدا و خوفا بالغا من المسئوليّة أمام الشيعة العلويين. فيا لهول المصيبة إمام معصوم ابن إمام معصوم، ريحانة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) تنتهك حرمته و يقيد بالحديد و الأغلال و يهان في السجن و يوكل بحراسته أشرار لئام ثم يدسّون له السم في السجن، فانها لجريمة نكراء و أي جريمة!! فما ذا يعمل السندي بعد فعلته هذه؟!
استدعى الوجوه و الشخصيات المعروفة في مجتمعه الى قاعة السجن و كانوا