responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 277

فاعلم أنه لم ينم في سجوده و لا أغفى، فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر، فإذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس، فإذا غابت وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا، و لا يزال في صلاته و تعقيبه إلى أن يصلي العشاء، فإذا صلى العشاء أفطر على شوى يؤتى به، ثم يجدد الوضوء، ثم يسجد ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة، ثم يقوم فيجدد الوضوء، ثم يقوم، فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر فلست أدري متى يقول الغلام إن الفجر قد طلع؟ إذ قد وثب هو لصلاة الفجر فهذا دأبه منذ حول إليّ ...».

لما رأى عبد اللّه إكبار الفضل للإمام (عليه السّلام) حذره من أن يستجيب لرغبة الرشيد باغتياله، فقال له:

«اتق اللّه، و لا تحدث في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة، فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمته زائلة».

و كان الفضل مؤمنا بذلك فقال له: «قد أرسلوا إليّ غير مرّة يأمروني بقتله، فلم أجبهم إلى ذلك، و اعلمتهم أني لا أفعل، و لو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني» [1].

و لا غرو فالإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) كان مثلا صالحا يحتذى في التقوى و الورع و الايمان باللّه، فحب اللّه مطبوع في قلبه و مشاعره.

- اشراف هارون على الإمام في سجنه:

لما امتنع حراسه و وزراؤه من القدوم على اغتياله، لم يثق بالعيون التي وضعها عليه في السجن، فأخذ يراقبه بنفسه، و يتطلع على شئونه خوفا من أن يتصل به أحد من الناس، فأطل من أعلى القصر على السجن فرأى ثوبا مطروحا في مكان خاص لم يتغير عن موضعه فقال للفضل:

- ما ذاك الثوب المطروح الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟!

- يا أمير المؤمنين، ما ذاك ثوب، و إنما هو موسى بن جعفر، له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال.


[1] عيون أخبار الرضا و بحار الأنوار.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست