responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 275

- طلب عيسى بالاعفاء:

لما وصلت أوامر هارون لعيسى لتنفيذ الاغتيال، ثقل عليه الأمر و فكر مليا بالمصير، جمع أصحابه و خواصه و عرض عليهم الأمر فأشاروا عليه بالتحذير من ارتكاب مثل هذه الجريمة التي تغضب اللّه و رسوله، فاستصوب رأيهم و كتب إلى هارون رسالة يطلب فيها اعفاءه عن ذلك.

جاء في الرسالة:

«يا أمير المؤمنين، كتبت إلي في هذا الرجل، و قد اختبرته طول مقامه بمن حبسته معه عينا عليه، لينظروا حيلته، و أمره و طويته ممن له المعرفة و الدراية، و يجري من الإنسان مجرى الدم، فلم يكن منه سوء قط، و لم يذكر أمير المؤمنين إلّا بخير، و لم يكن عنده تطلع إلى ولاية، و لا خروج و لا شي‌ء من أمر الدنيا، و لا دعا قط على أمير المؤمنين، و لا على أحد من الناس، و لا يدعو إلّا بالمغفرة و الرحمة له و لجميع المسلمين مع ملازمته للصيام و الصلاة و العبادة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره، أو ينفذ من يتسلمه مني و إلّا سرحت سبيله، فإني منه في غاية الحرج» [1].

تدل هذه الرسالة بوضوح على إكبار عيسى و تقديره للإمام (عليه السّلام)، فقد راقبه و وضع العيون عليه فلم يره إلا مشغولا بذكر اللّه و طاعته، و لم يتعرض بذكر أحد بسوء حتى الظالمين له، لذا خاف عيسى و راقب اللّه.

بقي في سجن عيسى سنة كاملة.

حمل الإمام إلى بغداد:

عند ما شعر هارون بعدم تنفيذ طلبه في اغتيال الإمام من قبل عيسى عامله على البصرة، خاف منه أن يطلق سراح الإمام (عليه السّلام)، فأمر بحمل الإمام إلى بغداد مقيّدا بالحديد، تحف به الحرس و الشرطة. ساروا به مسرعين حتى انتهوا إلى بغداد، و فورا أعلموا الرشيد بصنيعهم فأمر بحبسه عند أحد وزرائه يدعى الفضل بن الربيع.


[1] البحار و الفصول المهمة.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست