اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 251
سقط أمام أول مجاهدة لميول النفس الأمارة بالسوء، فبامكانها ان تقلب الحقائق و تخدع الضمير و تخمد من نور المصباح المضيء الذي ينور باطن الإنسان.
و هنا يأتي دور الإيمان، الإيمان الذي يهدي الضمير و يرشد الوجدان، و يكون مستندا صحيحا له، و حاكما أمينا على العادات و التقاليد و الأعراف، و لا يتكلف بتنفيذ أوامر العرف و السنن الاجتماعية.
إن الذين تيقظت في ذواتهم فطرة التوحيد و آمنوا باللّه ايمانا صادقا قد استجابوا لنداء ضمائرهم استجابة تامة، و يرون اتباعها إطاعة للهداية التكوينية الإلهية، فلا يثقل على كواهلهم حمل التكاليف، بل يمنحهم قوة فاعلة و نشاطا مباركا فيبادرون إلى أداء تكاليفهم بكل محبّة و نشاط.
أسباب اعتقال الامام (عليه السّلام).
ما هي الأسباب التي دفعت بهارون الرشيد الى اعتقال الامام (عليه السّلام)؟
1- احتجاج الامام (عليه السّلام)
من الأسباب التي حفّزت هارون الرشيد لاعتقال الامام موسى الكاظم (عليه السّلام) و زجّه في غياهب السجون، احتجاجه عليه بأنه أولى بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) من جميع المسلمين، فهو أحد أسباطه و وريثه، و أنه أحق بالخلافة من غيره، و قد جرى احتجاجه معه عند قبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و ذلك عند ما زاره هارون و قد احتفّ به الأشراف و الوجوه و قادة الجيش و كبار الموظفين في الدولة، فقد أقبل بوجهه على الضريح المقدّس و سلّم على النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) قائلا:
«السلام عليك ابن العم».
و بذلك بدا الاعتزاز و الافتخار لهارون على غيره برحمه الماسة من النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و انه نال الخلافة لهذا السبب، قربه من الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم).
أما الإمام الكاظم (عليه السّلام) فتقدم أمام الجمهور و سلّم على النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) قائلا:
«السلام عليك يا أبت».
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 251