responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 250

و الإسلام يرى أن كل أحد مسئول عن أعماله، و لا يتحمل أي فرد مسئولية الآخرين، قال تعالى: مَنِ اهْتَدى‌ فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ، وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها، وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‌ [1].

إن في أعماق الإنسان قوة تدعوه إلى أداء تكاليفه و مسئولياته، و حينما يتقبل الإنسان دعوة ضميره و يبادر إلى أداء تكاليفه فإن تلك القوة الباطنية ستؤيده، و بعد فراغه من تكليفه تملأ نفسه سرورا و ارتياحا هذه القوة هي الضمير أو الوجدان الناشئ من أعماق فطرة الإنسان و هو الذي يحملنا على ترك الرذائل، و التمسّك بالأعمال الصالحات و لكن هل الضمير وحده يضمن تنفيذ الخير على يد الإنسان فيبعثنا على اتباع التعاليم الدينية و يكون مستندا لاداء مختلف التكاليف؟؟ الحقيقة ان الضمير الأخلاقي بما له من أهمية في ضمان سعادة الإنسان فهو لا يتمكن في جميع الأوضاع و الظروف أن يمنع سقوط الإنسان و انحرافه و علينا بعد هذا ان نلتفت إلى دائرة عمل الضمير، حيث أن أحكامه تختلف باختلاف الظروف الزمانية، و العادات القومية، اختلافا بينا؛ فنشاط الضمير إنما هو في الدعوة إلى أمور قد أقر بحسنها و فضلها من قبل ذلك العرف و العادة و السنن الاجتماعية.

فالمرفوض في أمة من الأمم قد يكون مفضّلا و محبّبا عند أمة أخرى على أساس سننها و أعرافها. و يدلنا التاريخ أن الشيطان قد زين في بعض أدوار الحياة البشرية أعمالا هي من أقبح ما يكون في الواقع، و لكن تحت ستار الأعمال الصالحة، و تلقّاها الناس حينئذ بصفتها أعمالا مقبولة لديهم.

قال تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [2].

أضف إلى ذلك كله ان الضمير من دون أن يستند إلى مستند خاص لا يقدر على المقاومة في مواجهة كثير من أهواء النفس و حب المال و السلطان و طغيان الشهوات، و هو في ساحة كفاحه مع الغرائز يفتقد شيئا من قوة مقاومته، و ربما


[1] سورة الاسراء، الآية 15.

[2] سورة الكهف الآية 103- 104.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست