responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 16

و ما يجدر ذكره ما قام به الإمام الكاظم (عليه السّلام) بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السّلام) من إدارة شئون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الاسلام، و أوّل معهد تخرجت منه كوكبة من كبار العلماء، في طليعتهم أئمة المذاهب الاسلامية.

فالإمام الشافعي يعتقد أن حبهم و سلوك منهجهم العدل .. و هم حبل اللّه المتين الذي ينير الطريق للمتمسك بهم إلى رضوان اللّه عز و جل و هو يرجو أن يظفره حبهم فقال:

آل النبي ذريعتي* * * و هم إليه وسيلتي‌

أرجو بهم أعطى غدا* * * بيدي اليمين صحيفتي‌

و الإمام أحمد بن حنبل سأله عبد اللّه ابنه عن التفضيل بين الخلفاء الراشدين فقال: أبو بكر، و عمر، و عثمان، ثم سكت. فسأله عبد اللّه: يا أبت!! أين علي بن أبي طالب؟ قال: «هو من أهل البيت لا يقاس به هؤلاء» [1].

أما عن فلسفة الحكم عند الأمويين و عند العباسيين فكانت تهدف إلى الأثرة و الاستغلال و إشباع الرغبات في الجاه و السلطان، و لم يؤثر عنهم أنهم قاموا بعمل ايجابي في صالح المجتمع الاسلامي، أو ساهموا في بناء الحركة الفكرية و الاجتماعية على ضوء ما يهدف إليه الاسلام في بعث التطور الثقافي و الإداري و الاقتصادي لجميع شعوب الأرض. ففي هذا الجو السياسي و الاجتماعي الصعب تميز موقف الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) بالشدة و الصرامة في شجب الظلم، و قول كلمة الحق، فكان من الأئمة اللامعين في علمه و عمله على نشر الثقافة الاسلامية، و ابراز الواقع على حقيقته.

يضاف إلى قدراته الفذة التي لا تحصى: حلمه و علمه و كظمه الغيظ و قد أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الاساءة بالإحسان، و الذنب بالعفو، شأنه شأن جدّه الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و قد قابل جميع ما لاقاه من أذى و ظلم من الحاقدين عليه بالصبر و الصفح الجميل حتى لقب بالكاظم، و كان ذلك من أشهر ألقابه.

و هكذا إذا استعرضنا مقوّمات الإمام (عليه السّلام) الفذة و كل ما أثر عنه في ميادين السلوك و الأخلاق، فانا نجده حافلا بكل معاني الانسانية، و مقوّمات بناء الأمة الاسلامية، التي عسى أن ألمّ ببعض جوانبها المشرقة و الخيرة و المعطاء.


[1] ينابيع المودة ج 2/ 78.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست