responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 154

للإسلام عند ما وجدوا ان لا وسيلة لهم لمقاومته إلا بإشاعة ترهاتهم الباطلة ليضعفوا الجانب العقائدي بين المسلمين. و لكن لم تلبث هذه الأفكار، و قبرت تلك الأضاليل و البدع بواسطة المساعي الحميدة و الهمم العالية التي بذلها أهل البيت (عليهم السّلام) من أجل صيانة الإسلام و حمايته من شبهة الملحدين و مكايد المضللين.

إن تلك الموجات الإلحادية التي انتشرت في ذلك العصر تدل على أن المجتمع كان يعيش عيشة متحللة يسودها الشك في العقيدة الاسلامية و الخلاف المذهبي. و مما لا شك فيه ان لاحتجاجات الأئمة (عليهم السّلام) الأثر الفعال في إرجاع المسلمين الى طريق الحق و الصواب و مقاومتهم للغزو العقائدي الذي مني به العصر العباسي. فقد كان في أغلب أدواره عصر لهو و مجون قد أقبل الناس فيه الى الاستمتاع بجميع أنواع المحرمات فاندفعوا على الطرب و الغناء و شرب الخمر و الميسر و منادمة الجواري و الغلمان و غيرها من المحرمات.

و قد شجعهم على ذلك الحكام الذين غرقوا في المحرمات و الآثام، و سار الناس على مسراهم حيث لا حسيب و لا رقيب.

و إذا أردنا مثلا دالا على تسيّب الأخلاق في ذلك العصر فلنا شعراء العصر العباسي فقد كانوا يمثلون المجتمع في جميع اتجاهاته و ميوله تمثيلا صحيحا. فقد كان شعرهم يصف القيان و الخمر، و اللذة و الشهوات و أكثر ما أثر عنهم في هذا المجال و صمة عار في تاريخ الأدب العربي فأبو نواس كرّس كل مجهوده الفكري على وصف: الكئوس و الأكواب و السقاة و الدنان، و الخمارين و الندمان. و لم يفته أن يذكر أصناف الخمور، و طريقة صنعها و طعمها و لونها و رائحتها مما جعله يلتفت الى كل ما يتصل بها و يحس بها بما لم يحس بها غيره. فقال:

لي نشوتان و للندمان واحدة* * * شي‌ء خصصت به من بينهم وحدي‌

و قد وصل به حبّه للخمر الى درجة العبادة و التقديس.

و قد تحوّلت بغداد الرشيد و المنصور و الهادي .. إلى دور للهو و العبث و المجون. فانساب الناس وراء الشهوات و نبذوا القيم الاسلامية السامية و أدى ذلك‌

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست