اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن الجزء : 1 صفحة : 146
حياتهم يتمتعون بالجد و النشاط ليفيدوا و يستفيدوا، و كره لهم الحياة السلبية و الوقوف عند عمل لا يؤدي إلا إلى عرقلة الاقتصاد و شيوع الفقر و الحاجة في البلاد.
و كتب الحديث استفاضت بما أثر عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) الأكرم و عن أوصيائه المعصومين، الحث على العمل و اضفاء الصفات الكريمة عليه فقالوا: العمل شرف، و العمل جهاد و العمل تضحية و العمل عبادة.
و أهل البيت (عليهم السّلام) كانوا يزاولون العمل بأنفسهم ليقتدي بهم سائر المسلمين. فالإمام جعفر الصادق (عليه السّلام) كان يعمل في بعض بساتينه حدث أبو عمر الشيباني قال: رأيت أبا عبد اللّه (عليه السّلام) و بيده مسحاة و عليه إزار غليظ و العرق يتصبب منه، فقلت له:
«جعلت فداك اعطني أكفك» فقال (عليه السّلام): «إني أحب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة» [1].
و قد سار الإمام الكاظم مسيرة أبيه (عليه السّلام) فكان يعمل بنفسه لإعاشة عائلته، روى الحسن بن علي بن أبي حمزة قال: رأيت أبا الحسن موسى بن جعفر يعمل في أرض له، و قد استنقعت قدماه في العرق فقلت له: «جعلت فداك، أين الرجال؟
فقال (عليه السّلام):
«عمل باليد من هو خير مني و من أبي في أرضه، فبهر الحسن و انطلق يقول:
من هو؟ فقال (عليه السّلام):
رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و أمير المؤمنين و آبائي كلهم قد عملوا بأيديهم و هو من عمل النبيين و المرسلين و الصالحين» [2].
و بذلك أعطى الإمام (عليه السّلام) درسا مفيدا عن الإسلام فهو دين العمل و الجد و لا علاقة بين العمل و المنزلة الاجتماعية للفرد مهما علت منزلته فهو مأمور بالعمل