responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 108

موجد كما لا بدّ له من قابل، اما الموجد للهداية فهو اللّه تعالى و لذلك نسبها إليه بقوله: أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ‌، و أما القابلون لها كلهم أهل العقول المستقيمة و إلى ذلك أشار بقوله سبحانه: أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ‌.

و من المعلوم ان الانسان يقبل الهداية من جهة عقله لا من جهة جسمه و أعضائه، فلو لم يكن كامل العقل لامتنع عليه حصول المعرفة و الفهم كما هو ظاهر.

قال الامام موسى الكاظم (عليه السّلام) مخاطبا هشام بن الحكم:

يا هشام: ان اللّه تبارك و تعالى أكمل للناس الحجج بالعقول، و نصر النبيين بالبيان، و دلّهم على ربوبيته بالأدلة فقال سبحانه: وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ، وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‌ [1].

يتوضّح من حديث الإمام هذا ان اللّه أكمل نفوس أنبيائه بالعقول الفاضلة ليكونوا حججا على عباده، و هداة لهم الى الطريق السليم لينجوا من مهالك الدنيا و مزالقها، و لو لم يمنحهم العقل لما صلحوا لقيادة الأمم و هدايتها، لأن الناقص لا يكون مكملا لغيره، و فاقد الشي‌ء لا يعطيه.

كيف نصر اللّه أنبياءه؟

اللّه عزّ و جلّ نصر أنبياءه بآيات الصدق، و دلّهم على ربوبيته ببيان الحق، و علمهم على معرفته و توحيده بأدلة حاسمة تشهد على وجوده، و تدل على وحدانيته.

و كما قال علماء المنطق و الفلاسفة، ان المعلول يدل على العلة، و الأثر يدلّ على المؤثّر. و قد استدل الامام الكاظم (عليه السّلام) على فضل اللّه بالآيات الكريمة،


[1] سورة البقرة، الآيتان: 163- 164.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست