responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 107

بالذات، العقل المستنير بالمعرفة و الحق و الإيمان، و ليس من الجهل و التعصب و الأهواء الشخصية!!

و ما نراه ان الرجل الواقعي الواعي لا يجزم بالفكرة الخاطفة العابرة، و لا ينطلق مع رغبته و إرادته قبل أن يتدبر و يتأمل، بل يتريّث و يملك نفسه و يبحث، حتى يهتدي الى الرأي الناضج الأصيل. على العكس من الرجل العاطفي الذي يبتّ في الأمور برغبته و هواه قبل أن يفكر مليا، و بتعبير أدق: يصدّق قبل أن يتصوّر.

و سئل الإمام الصادق (عليه السّلام) عن العقل فقال: «ما عبد به الرحمن، و اكتسب به الجنان. قيل له: فالذي كان في معاوية؟ فقال: تلك الشيطنة و هي شبيهة بالعقل، و ليست بالعقل».

و يعني بقوله (عليه السّلام) ان العقل لا يقود الى الحرام كما يفعل الشيطان. و اللّه سبحانه و تعالى بشّر أهل العقل و الفهم في كتابه حيث قال: وَ الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَ أَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى‌ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ‌ [1].

هذه الآية تعد من أوضح الآيات التي جاءت في العقول السليمة. و الإمام (عليه السّلام) استدل بهذه الآية الكريمة على تقديم أهل العقول السليمة على غيرهم لأن اللّه قد بشّرهم بالهداية و النجاح، و قد تضمنت الآية التي استشهد بها (عليه السّلام) جملة من الفوائد منها:

1- وجوب الاستدلال. 2- و حدوث الهداية.

1- إذا وقف الانسان على جملة من الأمور فيها الصحيح و الفاسد، و كان في الصحيح هدايته و في السقيم غوايته فإنّه يتحتم عليه أن يميز بينهما ليعرف الصحيح منها فيتبعه، و السقيم فيبتعد عنه، و من الطبيعي أن ذلك لا يحصل إلا بإقامة الدليل و الحجة، و بهذا يستدل على وجوب النظر و الاستدلال في مثل ذلك.

2- كما دلّت الآية على الهداية، فمن المعلوم ان كل عارض لا بدّ له من‌


[1] سورة الزمر، الآية: 18.

اسم الکتاب : باب الحوائج الإمام موسى الكاظم(ع) المؤلف : حسين الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست