(1) لا يخفى أنّ الالتزامَ بكون منشأ استحقاق العقاب في المعصية و التجرّي أمرا واحدا هو الهتك الواحد- كما أفاده (رحمه اللّه)- خلاف الضرورة؛ للزوم أن لا يكون للمنهي عنه مفسدة أخرويّة أصلا، بل لازمه أن يكون في الطاعة و الانقياد منشأ واحد للاستحقاق، و أن لا يكون للمأمور به مصلحة أصلا، و هو خلاف ارتكاز المتشرّعة، و خلاف الآيات الكريمة [1] و الأخبار الشريفة في باب الثواب و العقاب [2].
كما أنّ الالتزامَ بأنّ التجرّي و الهتك لحرمة المولى لا يوجب شيئا أصلا أيضا خلاف الضرورة و الوجدان الحاكم في باب الطاعة و العصيان.
بل الحقّ ما أوضحنا سبيله من كون التجرّي سببا مستقلا، و له عقوبات لازمة لذاته، و تبعات في عالم الملكوت و باطن النّفس، و صور مؤلمة موحشة مظلمة، كما أنّ للانقياد صورة ملكوتيّة بهيّة حسنة ملذّة.
و في المعصية و الطاعة منشئان:
[1] كقوله تعالى: (إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر) العنكبوت: 29 و قوله تعالى: (و أذن في الناس بالحج ... ليشهدوا منافع لهم) الحج: 27- 28.