responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 38

تصوّر الطرقة إلى تصوّر شخص ما؛ فإنّ هذا الانتقال قد يحصل بمجرّد تصوّر معنى الباب، أو الطرقة من دون أن يسمع طرقة، و لا يسمّى ذلك دلالة. و لذا إنّ الطرقة لو كانت على نحو مخصوص يحصل من حركة الهواء- مثلا- لا تكون دالّة على ما وضعت له المطرقة و إن خطر في ذهن السامع معنى ذلك.

و هكذا نقول في دلالة الألفاظ على معانيها بدون فرق؛ فإنّ اللفظ إذا صدر من المتكلّم على نحو يحرز معه أنّه جادّ فيه غير هازل، و أنّه عن شعور و قصد، و أنّ غرضه البيان و الإفهام- و معنى إحراز ذلك أنّ السامع علم بذلك- فإنّ كلامه يكون حينئذ دالّا على وجود المعنى، أي وجوده في نفس المتكلّم بوجود قصديّ، فيكون علم السامع بصدور الكلام منه يستلزم علمه بأنّ المتكلّم قاصد لمعناه لأجل أن يفهمه السامع. و بهذا يكون الكلام دالّا كما تكون الطرقة دالّة. و ينعقد بهذا الكلام ظهور في معناه الموضوع له أو المعنى الذي أقيمت على إرادته قرينة.

و لذا نحن عرّفنا الدلالة اللفظيّة في [كتاب‌] المنطق بأنّها «هي كون اللفظ بحالة ينشأ من العلم بصدوره من المتكلّم العلم بالمعنى المقصود به (1)»؛ و من هنا سمّي المعنى «معنى» أي المقصود، من عناه إذا قصده.

و لأجل أن يتّضح هذا الأمر جيّدا اعتبر باللافتات التي توضع في هذا العصر للدلالة على أنّ الطريق مغلوق- مثلا- أو أنّ الاتّجاه في الطريق إلى اليمين أو اليسار، و نحو ذلك؛ فإنّ اللافتة إذا كانت موضوعة في موضعها اللائق على وجه منظّم بنحو يظهر منه أنّ وضعها لهداية المستطرقين كان مقصودا لواضعها؛ فإنّ وجودها هكذا يدلّ حينئذ على ما يقصد منها من غلق الطريق أو الاتّجاه. أمّا لو شاهدتها مطروحة في الطريق مهملة أو عند الكاتب يرسمها، فإنّ المعنى المكتوب يخطر في ذهن القارئ، و لكن لا تكون دالّة عنده على أنّ الطريق مغلوقة، أو أنّ الاتّجاه كذا، بل أكثر ما يفهم من ذلك أنّها ستوضع لتدلّ على هذا بعد ذلك، لا أنّ لها الدلالة فعلا.


[1]. المنطق 1: 39.

اسم الکتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست