responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 649

أ جادّ هو على قتالنا؟ فقلت: نعم و اللّه أجد مني، و لوددت أنّكم خلق واحد فذبحتكم و بدأت بك يا ذا الكلاع. فضحك عمّار، و قال: هل يسرك ذلك؟ قال: قلت نعم. قال أبو نوح: أخبرني الساعة عمرو بن العاص أنّه سمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: «عمار تقتله الفئة الباغية» قال عمار:

أقررته بذلك؟ قال: نعم، أقررته فأقر. فقال عمار: صدق و ليضرنه ما سمع و لا ينفعه.

ثم قال أبو نوح لعمار و نحن اثنا عشر رجلا: فإنّه يريد أن يلقاك فقال عمار لأصحابه: اركبوا فركبوا، و ساروا ثم بعثنا إليهم فارسا من عبد القيس، يسمّى عوف بن بشر، فذهب حتّى كان قريبا من القوم، ثم نادى: أين عمرو بن العاص؟ قالوا: هاهنا فأخبره بمكان عمار و خيله.

قال عمرو: قل له فليسر إلينا. قال عوف: إنّه يخاف غدراتك. فقال له عمرو: ما أجرأك عليّ و أنت على هذه الحال؟ فقال له عوف: جرأني عليك بصيرتي فيك و في أصحابك، فإن شئت نابذتك الآن على سواء، و إن شئت التقيت أنت و خصماؤك و أنت كنت غادرا. فقال له عمرو: أ لا أبعث إليك بفارس يواقفك؟ فقال له عوف: ما أنا بالمتوحش فأبعث بأشقى أصحابك.

قال عمرو: فأيكم يسير إليه؟ فسار إليه أبو الأعور، فلما تواقفا تعارفا فقال عوف: لأبي الأعور، إنّي لأعرف الجسد و أنكر القلب، إنّي لا أراك مؤمنا، و إنّك لمن أهل النار، فقال أبو الأعور: لقد أعطيت لسانا يكبك اللّه به على وجهك في نار جهنم.

فقال عوف: كلا و اللّه إنّي أتكلم أنا بالحق، و تتكلم أنت بالباطل، و إنّي أدعوك إلى الهدى، و أقاتل أهل الضلالة، و أفر من النار، و أنت بنعمة اللّه ضال تنطق بالكذب، و تقاتل على ضلالة و تشتري العقاب بالمغفرة و الضلالة بالهدى، انظروا إلى وجوهنا و وجوهكم، و سيمانا و سيماكم، و اسمعوا إلى دعوتنا و دعوتكم، فليس أحد منا إلا و هو أولى بمحمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و أقرب إليه قرابة منكم. قال له أبو الأعور: لقد أكثرت الكلام و ذهب النهار. ويحك ادع أصحابك، و أدعوا أصحابي، فأنا جار لك حتّى تأتي‌

اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 649
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست