responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 372

و مجلس دفاعه و تسابق الأشراف و العرفاء إليه، فقال: أ رأيتم ما صنع هؤلاء القوم؟ قالوا: رأينا أصلح اللّه الأمير، إنّما فعل ذلك الأزد، فشد يدك بساداتهم فهم الذين استنقذوه من يدك. فأرسل عبيد اللّه بن زياد إلى عبد الرحمن بن مخنف الأزدي فأخذه، و إلى جماعة من أشراف الأزد فحبسهم و قال: لا خرجتم من يدي أو تأتوني بعبد اللّه بن عفيف.

ثم دعا بعمرو بن الحجاج الزبيدي، و محمد بن الأشعث، و شبث بن ربعي، و جماعة من أصحابه، فقال لهم: اذهبوا إلى هذا الأعمى الذي أعمى اللّه قلبه كما أعمى عينيه فاتوني به، فانطلقوا يريدون عبد اللّه بن عفيف و بلغ الأزد ذلك، فاجتمعوا و انضمت إليهم قبائل من اليمن ليمنعوا صاحبهم، فبلغ ذلك ابن زياد، فجمع قبائل مضر و ضمهم إلى محمد بن الأشعث، و أمره أن يقاتل القوم، فأقبلت قبائل مضر، و دنت منهم اليمن فاقتتلوا قتالا شديدا، و بلغ ذلك ابن زياد، فأرسل إلى أصحابه يؤنبهم و يضعفهم، فأرسل إليه عمرو بن الحجاج يخبره باجتماع اليمن معهم، و بعث إليه شبث بن ربعي:

أيّها الأمير إنّك بعثتنا إلى أسود الآجام فلا تعجل.

و أشتد اقتتال القوم حتّى قتلت جماعة من العرب، و وصل القوم إلى دار عبد اللّه بن عفيف، فكسروا الباب و اقتحموا عليه و كانت له ابنة صغيرة فسمعت صهيل الخيل فصاحت: يا أبتاه إنّ الأعداء قد هجموا عليك، فقال:

لا عليك يا بنية ناوليني سيفي و قفي في مكانك، و لكن قولي لي القوم عن يمينك و شمالك و خلفك و أمامك، فناولته السيف ثم وقف لهم في مضيق فجعل يذب عن نفسه و هو يقول:

أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر* * * عفيف شيخي و أنا ابن عامر

كم دارع من جمعكم و حاسر* * * و بطل جدّلته مغادر

و جعلت تقول ابنته: ليتني كنت رجلا فأقاتل بين يديك هؤلاء الفجرة، قاتلي العترة البررة، و جعل القوم يدورون عليه من يمينه و شماله و ورائه، و هو يذب عن نفسه بسيفه و ليس أحد يقدم عليه كلما جاءوه من جهة قالت ابنته‌

اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست