responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 371

في مجلس ابن زياد ... و توافدوا لتهنئته و لانتصاره في الحرب، و كان المجلس غاصا بالناس و يضم بعض الصحابة و التابعين ... و كان ابن زياد ... قد جمع الناس ليظهر عظمة موقفه، و قد وضع الرأس الشريف بين يديه، و لعظيم سروره جعل ينكث ثنايا الحسين (عليه السلام) بمخصرته و يقول: كان جميلا.

ثم أمر مناديه بالصلاة جامعة ليصب جام غضبه أمام الناس، فاجتمع الناس من كل مكان و ازدحموا في المسجد الجامع، و صعد ابن زياد و هو مملوء غيظا من قرنه إلى قدمه، فقال: الحمد للّه الذي أظهر الحق و أهله و نصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية و حزبه، و قتل الكذاب بن الكذاب ...

و استمر ابن زياد في هجماته و هو نشوان بخمرة الظفر، و قد هيمن بأسلوبه على ذلك الجمع الغفير، فما زاد على هذا شيئا حتّى نهض الرجل المقدام عبد اللّه بن عفيف، و بعث بصرخة الحق المدوية، و نادى بأعلى صوته الجهوري المنبعث عن قوة إيمان و عقيدة، و رفع يده لجهة ابن زياد و قال:

يا ابن مرجانة، إنّما الكذاب و ابن الكذاب أنت و أبوك، و من استعملك و أبوه، يا ابن مرجانة يا عدوّ اللّه و رسوله أ تقتلون أبناء النبيين و تتكلمون بكلام الصديقين بهذا الكلام على منابر المسلمين؟

فغضب عبيد اللّه بن زياد، فصاح من هذا المتكلم؟ فقال: أنا المتكلم يا عدوّ اللّه. أ تقتل الذرية الطاهرة التي أذهب اللّه عنهم الرجس كما جاء في كتابه، و تزعم أنّك على دين الإسلام، وا غوثاه أين أولاد المهاجرين و الأنصار لينتقموا من هذا الطاغية، اللعين بن اللعين على لسان رسول رب العالمين؟

فازداد غضب ابن زياد حتّى انتفخت أوداجه، فقال: عليّ به، فوثبت إليه الجلاوزة فأخذوه، فنادى بشعار الأزد، و كان شعارهم يا (مبرور) و كان عبد الرحمن بن مخنف الأزدي في الجامع فقال: ويح نفسك أهلكتها و أهلكت قومك. و كان حاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمائة مقاتل فوثبت إليه فتية منهم فانتزعوه بالقوة و انطلقوا به إلى منزله.

و نزل ابن زياد من على المنبر مغضبا و دخل القصر، و اجتمع بأهل مشورته‌

اسم الکتاب : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و الرواة عنه المؤلف : الأميني، محمد هادي    الجزء : 2  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست