اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 484
تفورُ علينا قِدرُهم فَنُديمُها # و نَفْثَؤها عَنّا إذا حَمْيُها غلا
و شرب فَوْرة العُقار و هي طُفَاوتها و ما فار منها. و أخذتُ الشيء بفوْرته أي بحداثته. و قَفَلوا من غَزْوة و خرجوا من فَوْرهم إلى أخرى . و انظر إلى فَوَّارتَيْ ورِكيه و هما اللّتان تفوران أي تتحرّكان إذا مشى الفرسُ، و يقال لهما: فوَّارتا الوَرك و دَوّارتَاه، و منه قولهم: « لا أفعل ذلك ما لألأتِ الفُورُ »أي بَصبَصت التي تفور بأذنابها أي تُحرّكها، قيل:
هي الظّباء، و قيل: أولاد الأرْوَى.
فوز فوز-
طوبَى لمن فاز بالثواب و فاز من العِقاب؛ أي ظفر و نجا.
و هو بمَفَازة من العذاب أي بمنجاة منه. و ضربوا الفازات أي الفَسَاطيط. و تقول: تلك الفازه فيها المفازه أي المَفْلَحة.
و من المجاز: المفازة للفلاة ؛ سمِّيتْ باسم المَنْجاة على سبيل التفاؤل. و فَوَّز المسافِرُ : رَكب المفازةَ و مضى فيها؛ قال حسّان:
للّهِ دَرُّ رافِعٍ أنّى اهتدَى # فَوَّز من قُراقِر إلى سُوَى
و فوّز بإبله . و فوّز الرجلُ : مات فصار في مفازَةِ ما بين الدنيا و الآخرة من البَرزخ الممدود أو لأن المفازة صارت اسماً للمَهْلَكَة فأُخذ منها فَوَّز بمعنى هلك. و فاز سهمُه ، و خرج له سهمٌ فائِز إذا غلب. و فاز بفائزة أي بشيء يسرّه و يصيب به الفوز . و تقول: فاز فلان بفائزةٍ هَنِيّه و أجيز بجائزةٍ سَنِيّه .
فوض فوض-
(وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللََّهِ) . و فاوضتُه في أمري:
جاريتُه، و كانت بيننا مفاوضاتٌ و مُخاوضاتٌ. و بنو فلان فَوْضَى : مُختلطون لا أمير عليهم؛ قال:
لا يَصْلُحُ النّاسُ فَوْضَى لا سَرَاةَ لهم # و لا سَرَاةَ إذا جهّالهم سادوا
و مالُهم فَوْضَى بينهم: مُخْتَلِط من أراد منهم شيئاً أخذه؛ قال:
طعامهمُ فَوْضَى فَضاً في رِحالهم # و لا يُحسِنُونَ السِّرّ إلاّ تَنَادِيا
أي مختلط واسع لا يَخبأون منه شيئاً بل يَتداعَوْن إليه، و منه:
شركة المُفاوضة و هي المُساواة و المُخالطة. و تفاوض الشريكان:
تساويا.
فوع فوع-
وجدتُ فَوْعَة الطِّيب و فَوْحته و فَوْرته و خَمْرته؛ و ذلك حِدَّة ريحه و شِدّتها إذا اختَمَر. و أتيتُه فَوْعَة النهار و فَوْعةَ الضُّحَى و هي ارتفاعه. و كان ذلك في فوْعَةِ الشباب.
فوف فوف-
تقول: شعر كأنّه أفْواف الوشي، و حُلّةٌ أفوافٌ .
و بُرد مُفوّف : أصله من الفُوف و هو نُقَط بياض في أظفار الأحداث، الواحدة فوفة .
و من المجاز: رأيت كفّاً عن الخير مكفوفه لا تعطي أحداً أبداً فوفه ؛ و قال:
فأرسلتُ إلى سَلمى # بأنّ النّفسَ مشغوفهْ
فما جادتْ لَنا سَلمى # بزِنْجيرٍ وَ لا فوفَهْ
و يقولون: ما فاف فلانٌ لفلان و لا زنْجَر ؛ و هو أن يقول بظُفُر إبهامه على ظفر سَبّابته: و لا مثل ذا، ثمّ يَقْرع بينهما.
و تقول: شكونا إلى سِنْجر فما فاف لنا و لا زنجر .
فوق فوق-
ما بقي في كِنانتي إلاّ سَهْمٌ أفْوَقُ و هو الذي في إحدى زَنَمتَيه كَسْر أو مَيْل، و فوَّق السّهمَ: جعل الوَتَرَ في فُوقه عند الرّمي. و تقول: لا زلتَ للخير مُوَفَّقا و سهمُك في الكرم مُفَوّقا . و فوّقه : جعل له فُوقاً . و فاقَه : كسر فُوقَه . و فاق قومه: فَضَلهم. و رجُل فائِق في العلم، و هو يتفوّق على قومه. و فوّقتُه عليهم: فضّلتُه. و أفاق فلان من المرض و استفاق . و فلان مدمِن لا يَستفيق من الشَّراب.
و تفوَّق الفصيلُ أمَّه: رَضَعَها فُوَاقاً فُوَاقاً ، و فوّقه الرّاعي.
و من المجاز: تفوّقتُ الماءَ : شربتُه شيئاً بعد شيء، و تفوّقتُ مالي : أنفقتُه على مهل؛ قال:
تفوّقتُ مالي من طريفٍ و تالدٍ # تَفَوُّقيَ الصّهباءَ من حَلَب الكَرْم
و تفوّقتُ وِرْدي : أخذتُه قليلاً قليلاً. و أتيتُه فِيقَة الضحى و مَيْعته ، و خرجنا بعد أفاويق من اللّيل . و مجّتْ السّحابةُ أفاويقَها . و أرضعني أفاويقَ بِرّه . و فوّقَني الأماني . و ما أقام
اسم الکتاب : أساس البلاغة المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 484