كما لدى محرم باب الحضرة * * * حتم على قلبك عقد النظرة
و هي عقول هي من حريمه * * * مجاوروا حماه من إقليمه
هم الأقارب الحقيقيّون لك * * * و أنت عنهم قاطع صل رحمك
كذا عليك الحظر نظرة إلى * * * أجانب منك فلا تنظر، و لا
سرّ
(كما لدى)- ظرف متعلّق بعقد- (محرم باب الحضرة) أي حضرة القدس (حتم على قلبك عقد النظرة، و هي عقول)- تأنيث الضمير باعتبار الخبر- (هي من حريمه) أي من حريم اللّٰه تعالى، (مجاوروا حماه)- خبر بعد خبر كقولنا- (من إقليمه) و الحمى- و يمدّ-: ما حمي من شيء.
(هم) أي العقول (الأقارب الحقيقيّون لك و أنت عنهم قاطع) إن كنت من أهل الدنيا (صل رحمك)، بالاتّصال بالملإ الأعلى و التجافي عن دار الغرور.
إن قلت: من أين علم أنّ العقول أرحامك و محارمك المعنوية لجنبة روحك؟
قلت: أوّلا إنّه علم من قولنا: «هم الأقارب»، و هو تأسيس لهذا و مبرهن عليه عقلا، و ثانيا إنّه يجوز أن يراد بباب الحضرة أعلى مراتب القلب، و هي اللطيفة الخفويّة، فمحرمه محرمك الحقيقيّ إن كنت ذا قلب أزهر مستقيم، و قد ورد [1]: «قلب المؤمن عرش الرحمن».
و ثالثا إنّ المحرم المعنويّ لباطن ذاتك و مقوّمك و أقرب أقاربك محرمك.
(كذا عليك الحظر نظرة إلى أجانب منك) أي كما ذلك واجب عليك، فهذا حرام عليك، و الكلام من باب التشبيه بالضدّ، أو من باب التفريع الّذي هو